منتدى مركز أسنان الدولي - كلفة فك رموز الجينوم البشري مساوية لكلفة سيارة

https://www.alarabonline.org/data/2009/08/08-11/417p.jpg

الجينوم البشري لم يعد معقدا

كلفة فك رموز الجينوم البشري مساوية لكلفة سيارة

باريس - بعدما تطلب فك رموز اول خريطة جينية كاملة "جينوم" للانسان قبل بضعة اعوام مليارات من الدولارات وجيشا من العلماء، نجح ثلاثة باحثين في الولايات المتحدة في تنفيذ المهمة العسيرة بكلفة توازي ثمن سيارة "بي ام دبليو"من الفئة المتوسطة، على جاء في دراسة نشرت الاثنين.

وقال ستيفن كوايك الاستاذ في جامعة ستانفورد "يمكن تحقيق ذلك في مختبر واحد وباستخدام آلة واحدة وبأرخص الاسعار الممكنة": 50 الف دولار "36 الف يورو".

وقد شكل استجماع قطع الخريطة الكاملة لجينوم بشري، مخطط الحياة الانسانية متمثلا بثلاثة مليارات زوج من الجزيئيات، نوعا من "مشروع مانهاتن" "الذي انتج اول قنبلة نووية" للبيولوجيا التكنولوجية في نهاية القرن العشرين.

واعتبر الانجاز الذي كشف عن مسودته في العام 2001 وتم استكماله في العام 2003 بمثابة اعظم الانجازات العلمية البشرية.

ومنذ حينه، اصبح فك رموز الجينوم نوعا من "نظام كمي يزداد بخسا وسرعة" كل عامين، على ما توضح ليندا تشاينا الباحثة الطبية في معهد دانا-فاربر للسرطان في بوسطن.

وفي العام 2007، انجزت شركة "454 لايف ساينس" ذلك في اقل من ثلاثة اشهر وبأقل من مليون دولار. ثم في ايلول/سبتمبر من العام الماضي، نشر العالم المتميز كرايغ فينتر الرموز الكاملة لحمضه النووي الخاص، الاولى لفرد واحد وليس من مزيج متعدد المصادر، من دون ان يعلن عن الكلفة.

وفي العام الماضي، هبطت كلفة فك رموز الخريطة الجينية الى ربع مليون دولار، لكن المهمة بقيت بحاجة الى جهود عشرات الخبراء.

اما التقدم الجديد هذا الذي نشرته دورية "نيتشر بايوتكنولوجي"، فيعد احدث المراجع في هذا المضمار. وحتى لو لم يتم فك رموز الخريط الجينية لاكثر من عشرة افراد حتى الان، الا ان هذه العملية توشك ان تصبح اجراء شائعا يمكن ان تنحسر كلفتها خلال سنوات قليلة الى اقل بعشر مرات من الكلفة الحالية.

وقد تعهدت احدى شركات التكنولوجيا الحيوية "باسيفيك بايوساينسز" في مينلو بارك بانها ستصبح قادرة بحلول سنة 2013، على فك الرموز الكاملة للحمض الريبي النووي المنقوص الاكسجين "دي ان ايه" في غضون ربع ساعة وباقل من الف دولار.

وثمة مجموعة من التطبيقات الممكنة تدفع الى القيام بهذ الابحاث منها "الطب المفصل حسب الحاجة" والمحاك على قياس هوية المرء الجينية، الى استكشاف بدايات التطور البشري في "الدي ان ايه" في عظام احافير اجدادنا.

وقد اكتشف كوايك على سبيل المثال انه يحمل متغيرا جينيا مهما يرتبط باضطرابات القلب، وان جسده مستعد للاستجابة لعقاقير تخفيض الكوليسترول التي قد تساعد على التصدي لامراض القلب.

ولا يجب الخلط بين فك رموز الجينوم بالكامل وبين الصور الجينية التي تقدمها الشركات على غرار "23 اند مي" او "ديكود مي"، والتي لا تزيد عن مجرد لقطات سريعة لل"دي ان ايه" من دون السلسلة كاملة.

وقال كوايك في بيان ان الانجاز الجديد "هو حقا بمثابة تعميم ثمار ثورة الجينوم والقول بأن اي شخص بامكانه ان يلعب هذه اللعبة".

وتمكن كوايك وزميلاه باستخدام آلة واحدة بحجم البراد وعبر عملية يطلق عليها اسم سلسلة الجزيئيات، من جمع اكثر من ثلاثة مليارات زوج من جزيئيات الحمض النووي البشري في ملايين الضفائر انطلاقا من اربع كتل جزيئية للحمض النووي: ادينين "ا" وسيتوزين "س" وغانين "غ" وتيمين "ت".

وتقوم الآلة بقراءة كل ضفيرة بمساعدة عناصر مشعة، ثم تعيد اجهزة الكمبيوتر الموجودة في الآلة ترتيب هذه الضفائر في جينوم متماسك.

وقال كوايك "ان الامر يشبه تركيب قطع احجية تصور مشهدا كبيرا عبر العودة باستمرار الى الصورة المطبوعة على علبة الاحجية"، منوها بالجينوم النموذج الذي استعين به من مركز "سنتر فور بايوتكنولوجي انفورميشن".

وفي المحصلة، اكتمل الجينوم الذي ينجزه كوايك بنسبة 95% تماما كالجهود السابقة.