شخصية (أبو شهاب) في مسلسل باب الحارة بأجزائه العديدة حازت من القبول والمحبة عند المشاهد العربي ما لم تحزه شخصية درامية من قبل.. فمن أين استقى كاتب المسلسل ملامح هذه الشخصية؟؟ أو بالأحرى من هو الشخص الواقعي الذي كان يحمل صفات (أبو شهاب)، وقام بتلك الأعمال أو ما يشبهها؟؟
لعل هناك الألوف، أو عشرات الألوف من الرجال الذين عاشوا في أرجاء بلادنا الذين يصلح أن يقال إن شخصية (أبو شهاب) تشبههم .. ولكن في رأيي، الشخص الدمشقي الأبرز الذي جمع بين الزعامة والبطولة وقتاله للإحتلال الفرنسي وخوض المعارك معه يبقى هو الشهيد حسن الخراط..
الشهيد البطل حسن الخراط كان (عقيداً) في حي الشاغور بدمشق..
والعقيد هو (شيخ الشباب) في الحيّ، وهو يختلف عن (الزعيم) و(الأعضاوات) فالزعيم والأعضاوات على الأغلب أشخاص كبار في السن والقدر والمكانة، لهم وزنهم السياسي أو الديني أو الثقافي أو المالي أو العائلي في الحي. أما (العقيد) فهو أيضاً رجل له وزنه ومكانته وقدره وهيبته ولكنه – القائد (العسكري) – الميدانيّ والتنفيذي لشبان الحيّ، والذي يخوض المعارك بنفسه ويحل المشكلات بيده، ويؤدب العاصين والأوباش بكفه، بل يكفي ذكر اسمه أمامهم ليدب الهلع في قلوبهم.. ويكون (العقيد) على الأغلب شخصاً ذا قوة بدنية هائلة، وشجاعة منقطعة النظير، وخبرة قتالية سابقة، ويعمل بإمرة الزعيم والأعضاوات أو بالتنسيق معهم، ويكون واحداً منهم في الغالب، أو صهر أو أخ أو ابن واحد منهم.
حسن الخراط كان شيخ الشباب في إحدى حارات الشاغور، وكان مهاب الجانب من كل الناس، حتى من قبل اللصوص وقاطعي الطرق والزعران، فكان أي شخص يتعرض للسرقة أو الاعتداء من أحدهم يلجأ إلى حسن الخراط الذي يعرف بذكائه الحاد من هو الشخص المعتدي من أسلوبه وصفاته ومنطقة عمله، فيذهب إليه كالليث الهصور ويزأر في وجهه وينذره ويستعيد المال أو الغرض المسلوب منه، ويعيده لصاحبه.
ولعل حسن الخراط كان في منصب يتيح له معرفة كافة أرباب السوابق والاطلاع على أعمالهم.. وفي ما يتعلق بذلك، تذكر أليس بوللو الصحفية الفرنسية المقيمة في دمشق والمتعاطفة مع مأساة السوريين في ظل الاحتلال الفرنسي أن حسن الخراط (كان أحد رؤساء الخفر (أي الدرك الليليين الموكلين بحراسة الأحياء)
[1] وأنه تم تسريحه لأسباب مسلكية) ولعل هذه الأسباب تتعلق بمساعدته للثوار، فصار شيخ الشباب بعد ذلك.
وعندما اتجه الغزاة الفرنسيون لمهاجمة منطقة دمشق سنة 1920، كان لحسن الخراط دور في حشد المتطوعين لمعركة ميسلون وتوفير ما تيسر من الأسلحة لهم، بالتنسيق مع أهل حيّه ومنهم القادة العسكريين الكبار للجيش السوري الذين أصروا على مواجهة الفرنسيين، بعد قرار الملك فيصل بحل الجيش!
وما ساعد على ذلك هو أن معظم قيادات معركة ميسلون هم من أبناء نفس الحي وربما الحارة التي أتى منها حسن الخراط، أي الشاغور، كالشهيد يوسف العظمة وزير الحربية، والباشا حسن تحسين الفقير قائد الجيش السوري في المعركة، وقائد المدفعية الأميرآلاي محمد شريف الحجار.
ومع انتهاء المعركة أمام الجيش الفرنسي أقوى جيش بري في العالم، باستشهاد وزير الحربية السوري يوسف العظمة واستشهاد عدد من المدافعين كالشيخ عبد القادر كيوان خطيب الجامع الأموي، وبانسحاب السوريين المنظم من ميدان المعركة لكي لا يتم تطويقهم وإبادتهم من قبل الفرق المدرعة الفرنسية والطيران، انسحب السوريون بعد أن جرحوا النمر الفرنسي أيضاً، وبعد أن قتل الجنود السوريون والمتطوعون والهجانة أربعمئة من الجنود الفرنسيين وجرحوا ألفاً وستمئة
[2] ، ثم انسحبت القيادة العسكرية السورية إلى درعا ثم الأردن ومعها ما أمكن حمله من الأسلحة الثقيلة والخرائط والوثائق، وانسحب قادة الأحياء والمتطوعون إلى أحيائهم.
وفي ما بعد، عاودت القيادة العسكرية السورية في الأردن الاتصال بالزعامات السياسية، وزعماء العشائر والأحياء، في مشاورات مستمرة أسفرت عن قيام الثورة السورية الكبرى سنة 1925.
عند قيام الثورة السورية الكبرى، قاد حسن الخراط ثوار ومجاهدي دمشق في معارك أغرب من الخيال، فهو لم يكتفِ بإنزال الهزيمة بالفرنسيين في عدة معارك في الغوطة الشرقية، كما فعل في معركة زور المليحة، ومعركة جسر تورا حين قطع جسر تورا ومنع الجيش الفرنسي الضخم من عبوره، بل قام حسن الخراط بهجوم عام لتحرير مدينة دمشق، فشن هجوماً من ثلاثة محاور على المدينة بمساعدة نسيب البكري وأبو عبدو ديب وقواتهما
[3]، حيث اقتحم مقر الحكم الفرنسي في دمشق (في قصر العظم) في السادسة مساء من يوم الأحد 18 تشرين أول عام 1925وسيطر عليه، بعد أن تأكد من وجود الجنرال الفرنسي ساراي فيه، فالجنرال ساراي كان المفوض السامي في سورية ولبنان ومقره في بيروت لكنه كان يأتي في هذا الوقت كل أسبوع، فوضع حسن الخراط في مقدمة قواته فرقة استشهادية لا مثيل لها في الشجاعة وإتقان الرماية وعلى رأسها الشيخ عبد الحكيم المنير الحسيني
[4] من أبناء حي الشاغور، فتمكنت من اقتحام القصر، وبعد قتال ضارٍ جداً احتل القصر ودمرت بواباته وغرفه، ثم قام عامة الناس بنهبه وإتلاف محتوياته الثمينة وبيع نفائسه
[5].. ولكن الجنرال ساراي تمكن بطريقة ما من الهرب من الثوار من دون أن يوقفوه، إذ يروي كبار السن في دمشق أنه لبس ملاءة كانت ترتديها النساء، ومر من أمام الثوار كامرآة مذعورة وهرب إلى طريق خلفي، حيث استقل عربة وهرب بها إلى القاعدة الفرنسية حصن غورو في المزة ثم إلى بيروت. في حين يقول الفرنسييون إن الجنود دافعوا عنه ببسالة لأيام في غرفة محصنة في القصر حتى وصلت المصفحات وأنقذته – كما نقلت عنهم أليس بوللو، وذهب آخرون كيوسف الحكيم إلى أن ساراي بعد تفقده لوحدات الجيش الفرنسي في إزرع توجه لمنزل المفوض السامي في الجسر الأبيض
[6].
على كل حال، تحررت دمشق لبرهة وجيزة من قبضة الفرنسيين الذين قاموا عند ذلك بقصفها بالمدفعية والطيران بشدة، وتدمير معظم أحيائها ومبانيها بالكامل، وتهجير سكانها منها، حيث رحل سكانها عنها وبقي كثير منهم بلا مأوى.
ثم دخلت المصفحات الفرنسية المدينة لتقتل كل من تراه أمامها، واضطر الثوار أمام الحريق المستمر في أحياء دمشق، للانسحاب منها والتمركز في بساتين الغوطة الشرقية. ونهب الجنود الفرنسيون أسواق دمشق ومتاجرها كسوق الطويل الذي دمرت مدافع المصفحات متاجره بالكامل، وحي المسكية والدرويشية، وقصفوا بشدة الشاغور والميدان والعمارة، واحترقت البزورية، والسنانية، وجزء من باب سريجة وجزء من القنوات، وحي سيدي عمود الذي احترق بالكامل وصار اسمه الحريقة من ذلك اليوم.
وفرضت فرنسا غرامة باهظة على أهل مدينة دمشق (مئة ألف ليرة ذهبية وتسليم ألوف البنادق) تحت طائلة العودة لقصفها ومحوها بالكامل..
ثم شنت فرنسا في ما بعد هجوما مضاداً كاسحاً على أمكنة تواجد الثوار أحرقت فيه القرى والبلدات وقتلت سكانها وغورت آبار المياه.
ففرنسا التي حشدت أقوى جيوشها بعد معركة دمشق، استعملت سياسة الأرض المحروقة مع سكان غوطة دمشق فكانت تحرق القرى وتقتل كل كائن يتنفس. وهي طاردت الثوار وحاصرتهم واضطرتهم أكثر من مرة لتغيير أمكنة تجمعهم واختبائهم. فتعرضت دوما والقرى المحيطة بها للدمار، وتم محو كفر بطنا، ثم يلدا، ثم المليحة وجرمانا ثم جسرين من الخارطة وحرقها، ونهب الفرنسيون البيوت، وأتلفوا المحاصيل وداسوا بأرجلهم عصير المشمش(القمر الدين)، وباع الجنود السجاجيد والتحف التي سرقوها منها في السوق بعشر ثمنها
[7]. وكان البلاء الشديد ينزل بالقرى التي تؤوي الثوار فيتم إعدام سكانها بشكل جماعي وعرض جثثهم في ساحة المرجة بدمشق. ولا حقاً دمّر الفرنسيون قسماً من جوبر، وقرية المزرعة، وعربين.
تقول أليس بوللو: (لقد كان المنظر مرعباً، على الأرض كانت هناك خطوط طويلة من الدم، وأحذية الجثث متناثرة هنا وهناك، وأذرعتها ممتدة ووجوهها محزنة، ولقد بدا أحد أصحابها وهو شاب يافع وكأنه يريد أن يقول شيئاً من خلال فمه المفتوح، وينبغي أن نضيف إلى ذلك منظر الجماجم المصبوغة بالدم، والأحشاء التي خرجت من البطون المبقورة، حتى بدت ساحة المرجة وكأنها خشبة تقطيع اللحم عند اللحام)
[8]
حسن الخراط لم يكن ذلك الشخص الذي يهرب ويختبئ، فقد كان في خضم أشد لحظات القتال ينزل إلى دمشق علناً ويسير في شوارعها حيث يحييه الكبار والصغار وتهتف الناس باسمه وتعلو أصوات التكبير، ويزور زوجته وأصدقاءه.. وقد تعرض بسبب ذلك لأكثر من كمين فرنسي عند مداخل حي الشاغور، وكانت أوامر الفرنسيين هي: حسن الخراط شخص مسلح بالغ الخطورة يجب أن يتم قتله فور رؤيته.. وفي كل مرة كان يتعرض فيها حسن الخراط لكمين كانت تعلو أصوات الرصاص والقنابل أحياناً..ويفر الناس خوفاً على حياتهم في حين يهب فتيان الحي لمساندته فلا يجدون إلا جثث جنود فرنسيين منثورة على الأرض والفرنسيون ينقلون الجثث في عربات الإسعاف ويضربون طوقاً حول المكان.. ويقبضون على المارة والجوار، وأما حسن الخراط فلا أثر له!! لقد كان في كل مرة، مع الشجعان الذين اختاروا مرافقته والمخاطرة بالسير معه، كانوا سويّة يقتلون الكمين الذي أعد لقتلهم!!
وحسن الخراط كان محبوباً وله شعبيته، وتروي أبليس بوللو كيف دخل حي الميدان على حصانه يوم 18 تشرين الأول 1925 وهو يسير بين الناس وكلهم يحيونه على الصفين ويهتفون باسمه، ويتذكر أحد كبار السن منظره عندما دخل الميدان مع خمسين من رجاله يومها وهو يحمس الناس ويقول لهم: (يلا يا رجال .. يلا يا أسودة .. يلا يا أهل النخوة والحميّة.. يلا نقاتل الفرنساوي..) حيث تبعه مئات الأشخاص بسلاحهم فنزل بهم إلى ساحة المرجة حيث مباني الدولة الفرنسية فاحتلها بكل سهولة..
وحسن الخراط كان له أسلوبه المميز في القتال، فكان لا ينبطح أبداً على الأرض أثناء المعارك الحربية بل يعتبر ذلك نوعاً من الجبن، وكان يستعيض عن عدم اختبائه وانبطاحه، بسرعة ودقة شديدة في استعمال أسلحته الشخصية، فكان رامياً ماهراً سريعاً لا تخطئ طلقته هدفها، وكان أيام اشتداد القتال في الثورة السورية الكبرى يحمل بندقية وأكثر من مسدس ويرمي بكلتا يديه بدقة متناهية، وكان أيضاً يجيد ركوب الخيل ويقتني أفضل الخيل العربية الأصيلة وأذكاها.
عندما حاصرت الفرق المدرعة الفرنسية قرى الغوطة الشرقية وقصفتها بعنف وطوقتها انقطعت أخبار الثوار، وكان أهل دمشق لا يرون إلا أفواج المشردين العراة القادمين من تلك الجهة، يحملون جرحاهم، وكان أهل دمشق يشاهدون الدخان المتصاعد من تلك القرى المحترقة، وكانت الرياح أحياناً تحمل الرماد المتصاعد وتذروه فوق دمشق.. وكما روت أليس بوللو - أعلن القائد الفرنسي على الملأ في تحذير واضح أنهم جهزوا من القنابل ما يكفي لهدم مدينة دمشق بأكملها ثلاث مرات متتالية!!
ولم يعرف أهل دمشق والشعب السوري ما الذي جرى لحسن الخراط ومجموعة الشجعان الذين كانوا معه..
قيل إنه استشهد في كمين محكم أثناء محاولة الذهاب لحي الشاغور من البساتين الموجودة شمال شرقه.. ففي منطقة باب شرقي تعرض حسن الخراط لكمين محكم يوم 19 تشرين ثاني 1925 وتناقل الفرنسيون بينهم خبر مقتله كما تروي أليس بوللو.
[9]. وقد وجهت رسالة باسم حسن الخراط في 14 كانون أول 1925 إلى الكونت ده جوفنيل (وهو المندوب السامي الجديد بعد عزل الجنرال ساراي) ونشرت في الصحف، وهي تبشر الكونت بأن حسن الخراط أعد له كتيبة من 40 مقاتلاً من أشجع الشجعان مخصصة لقتل الكونت وإحضار رأسه إلى حسن الخراط .. هذه الأخبار طمأنت السوريين إلى أن حسن الخراط بخير وعلى قيد الحياة، وشحذت هممهم.. وبالمقابل دب الخوف في الفرنسيين حتى امتنع الكونت ده جوفنيل عن لقاء أي وفد سوري، وأطلق حرسه النار على أحد الوفود خوفاً من أن يكون الوفد ثواراً متنكرين!
لكن، يقال إنّ حسن الخراط حوصر لاحقاً في إحدى قرى الغوطة الشرقية واستشهد في جحيم القصف الذي نزل عليه وعلى مجموعته.. وقد ذكر الباحث والمؤرخ الكبير إحسان هندي أن حسن الخراط استشهد أواخر عام 1925 في عملية تطويق بستان الذهبي.
والمؤكد أن الفرنسيين علموا بمقتله قبل معرفة الشعب السوري بذلك بفترة طويلة، وتناقلوا أخبار قتلهم له بينهم.. وتم توزيع أوسمة على كافة ضباط الجيش الفرنسي الذين شاركوا في القصف والمعارك في يوم 21 كانون ثاني 1926.
[10]. ولذلك عمد الفرنسيون إلى القبض على ابن زوجة حسن الخراط، وكان ابنها فتى في سن المراهقة، قد رباه حسن الخراط منذ طفولته واعتنى به. وأصدر الفرنسيون عليه حكماً بالإعدام بتاريخ 30 كانون ثاني 1926 وشنقوه في ساحة المرجة في اليوم التالي هو وشخصين آخرين. تقول آليس بوللو: (ثلاثة شبان ظلت جثثهم تتأرجح على المشانق حتى ساعة متأخرة من النهار.. لقد كان وجه ابن الخراط مليئاً بالغضون، وهيأته تدل أنه تحمّل آلاماً شديدة، كان لسانه منتفخاً وأسود..)
ولم يكن لدى السوريين شك أن حسن الخراط سيأتي لينتقم لابنه.
لعل حسن الخراط لم يرجع لينتقم لابنه، ولكن بقية السوريين فعلوا ذلك. تقول أليس بوللو: (في 2 شباط قام رجلان يرتديان العمامة البيضاء بضرب جندي فرنسي شاب على رجليه في السوق الطويل، وحين أمسك بندقيته يريد الدفاع عن نفسه، ضربه أحدهما بسكين في كتفه، وأطلق الآخر عليه النار في صدره. فخر صريعا. ثم وقف الرجلان وصاحا في السوق: سنقتل ثلاثة جنود فرنسيين بدلاً عن الشبان الثلاثة الذين شنقتهم فرنسا بالأمس.. ثم اختفيا في الحارات القريبة)
وفي 16 شباط اختطف خمسة جنود فرنسيين مسلحين واختفوا إلى الأبد داخل حي الشاغور.. وفي نفس الوقت تم الهجوم على منزل رئيس الشرطة في الصالحية ومحاولة خطفه، وسيطر الثوار على حي الميدان حيث ارتكب الفرنسيون مجزرة الميدان بعد ثلاثة أيام وقصفوه وهجروا أهله منه، ونهبوا بيوته ومحاله التجارية..
شيئاً فشيئاً أدرك الناس أن حسن الخراط قد انقطعت أخباره ولعله استشهد بالفعل..
وصارت العراضات تهتف:
يا حسن لويش تنادي .... دبّحنا فرنسا في بطن الوادي.
أو تهتف:
يا حسن ولا تهتم.... أهل الشام بتشرب دم.
وفي 6 آذار 1926 انتشرت في دمشق قصيدة رثاء لحسن الخراط، وصارت توزع مع قصة المولد النبوي الشريف المسماة (مولد العروس) على الناس، فتم توقيف كل من يوزع القصيدة المطبوعة وتعرضوا جميعاً للضرب المبرح في قلعة دمشق..
لقد منع الناس حتى من الحزن على بطلهم.. لكن الشعب السوري لم يضع السلاح وروح حسن الخراط لم تمت.. فكانت في تلك السنة معارك خالدة، كمعركة المزرعة ثم معركة قطنا بعد نزول ثوار السويداء إليها، وكانت أعمال الثوار من آل عكاش في غرب دمشق الذين قطعوا سكة القطار الفرنسي فتدهور، وعندما أرسلت فرنسا قطاراً عسكرياً لنجدته تدهور القطار الثاني أيضاً، ولا ننسى معارك القابون وكفرسوسة، ثم بقية معارك جبل العرب.. وعندما وصل رسول سوري يحمل رسالة من الفرنسيين إلى الدكتور الشهبندر في جبل العرب فيها شروطهم للصلح، اعتبره الدكتور الشهبندر خائناً وقطع يده التي حملت الرسالة.. فرجع المبعوث إلى الفرنسيين بيد واحدة.