للحد من انتشار مرض التلاسيميا.. إجراء تحاليل الدم المخبرية قبل الزواج
ينتشر مرض التلاسيميا في جميع أنحاء العالم، وهو من الأمراض المعروفة منذ القدم لكونه أحد أبرز أمراض الدم الوراثية الانحلالية التي تسبب تكسر كريات الدم الحمراء الشائعة على مستوى العالم بشكل عام وعلى مستوى منطقة البحر الأبيض المتوسط بشكل خاص.
وقالت الدكتورة شذا العاجي مديرة البرنامج الوطني للتلاسيميا ان العدد الإجمالي للمصابين بهذا المرض وصل في سورية إلى حوالي 7750 مريضا وأن عدد المرضى الذين يراجعون مركز دمشق للتلاسيميا بشكل دوري 2900 مريض يتضمن هذا الرقم المصابين من دمشق وريف دمشق، مشيرة إلى أن مرضى التلاسيميا الصرف يشكلون 1606 مرضى ومرضى المنجلي 471 والمنجلي تلاسيميا 883 مريضا اضافة لوجود 96 مريضا غير مصنف يراجعون المركز لاعتمادهم على نقل الدم مدى الحياة. وأضافت العاجي في تصريح لوكالة سانا ان المركز يقدم لمرضى التلاسيميا نقل الدم - نقل كريات حمراء مكثفة مفلترة مع تنميط مناعي للزمر الدموية لعدد من المرضى وتقديم معاجلة دوائية كالأدوية الخالبة للحديد إما بشكل مضخة الدسفرال أو أدوية فموية خالبة للحديد مبينة أن معالجة مريض التلاسيميا تتطلب مبلغا قد يصل من 200 400 ألف سنوياً. واوضحت العاجي ان الوزارة وفرت مركزين في دمشق وحلب ووحدة تلاسيميا في كل محافظة ضمن المشافي الوطنية وانه يجري العمل حاليا على تأسيس مركز في مدينة الرقة خاص بالمنطقة الشرقية تنحصر مهمته بإجراء التحاليل وكشف الأمراض الوراثية ومنها التلاسيميا لافتة إلى انه سيتم إطلاق مسح عشوائي سكاني لفئات عمرية تشمل مرحلة ماقبل الزواج بغية التعرف على العدد الحقيقي لحاملي المرض بداية العام 2011 . وعن آليات الحد من زيادة العدد والوصول إلى سورية خالية من التلاسيميا تعتبر العاجي أن ذلك ممكن عن طريق دعم برامج تحاليل وفحوص ما قبل الزواج والدعم المستمر للمرضى الحاليين وزيادة برامج التثقيف والتوعية الصحية والجولات الميدانية على فئات ماقبل الزواج وتوعيتهم بوجود المرض وآلية الوقاية منه، مبينة أن الأمر يحتاج لمساندة الجهات الاجتماعية والدينية والأهلية لدعم عمل المراكز والمساهمة بشكل مادي أو توعوي. وقال الدكتور عصام سلمان رئيس مخبر وعيادة الفحص الطبي ما قبل الزواج بدمشق ان المركز بدأ عمله في شهر نيسان من العام الحالي حيث تجرى للعروسين فحوصات الرحلان الكهربائي لتشخيص أمراض فقر الدم وتحديد نوع الهيموغلوبين في بعض الحالات للتعرف على فقر الدم المنجلي والتلاسيميا والكشف عن التهاب الكبد الوبائي بي والكشف عن التهاب الكبد الوبائي سي ومرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز وفحص الزمر الدموية والتأكد من عامل الريزوس فصائل الدم السالبة عند الزوجة والتي قد تحتاج لعلاج ومتابعة معينة أثناء الحمل وبعد الولادة. وأضاف سلمان انه في حال اكتشاف خلل وراثي لدى العروسين يتم شرح الأمر للطرفين بحضورهما مجتمعين، وعليهما تقرير استمرار الزواج مع ما يحمله ذلك من أخطار على صحة أطفالهما أو أن يجد كل منهما طريقه مع شريك آخر قد لا يحمل المرض نفسه معتبرا أن ظهور نتائج غير مرغوبة في هذه الفحوصات لا تشكل صدمة للعروسين والأهل فقط بل للطبيب المطلوب منه إخبارهم أيضاً. وأوضح سلمان أن الفحوصات غايتها الكشف عما إذا كان الشخص حاملا للمرض، لأن الشخص حامل المرض ليس مريضا بل شخص سليم يحمل صفات وراثية يمكن أن ينقلها لذريته إذ حدث وكانت زوجته أو زوجها حاملا أيضا لنفس المرض، فيما لا توجد مشكلة إذا كان أحدهما فقط حاملا للمرض مشيراً إلى أنه في حال أظهرت نتيجة التحاليل أن الخطيبين يحملان المرض فإنهما يبلغان بشكل سري عن نتيجته ويشرح لهما الاحتمالات التي يمكن أن تحدث لذريتهما في حال تزوجا معبرا عن رغبته في الوصول إلى تشريعات وقوانين تمنع زواج شخصين يحملان نفس المرض وذلك لحماية جيل المستقبل صحيا ونفسياً وتوفير مبالغ طائلة على المجتمع والدولة. وقال سلمان ان زواج الأقارب يلعب دوراً كبيراً في الإصابة بالأمراض الوراثية كفقر الم المنجلي والتلاسيميا ولكن هذا لا يعني أن عدم الزواج من احدى الأقارب يضمن أن تكون الذرية سليمة من أي مرض وراثي مشيراً إلى أهمية التحاليل في الكشف عما إذا كان الشخص حاملاً للمرض بغض النظر عن القرابة بين العروسين. وأضاف سلمان ان قيمة التحاليل تعتبر رمزية مقارنة بأي مخبر خاص حيث تتقاضى العيادة من العروسين معا 2500 ليرة سورية متضمنة التحاليل وأجور المعاينة والتقرير الطبي الذي يعطى بناء على التحاليل فيما قد يتكلف العروسان في أي مخبر خاص حوالي 11 ألف ليرة سورية إضافة إلى أن المبلغ الذي تأخذه العيادة قليل جدا مقارنة بحجم معاناة الأسر النفسية والمادية فيما لو أصيب أبناؤها بأحد الأمراض الوراثية. من جانبه قال الدكتور مصطفى مسالمة أخصائي صحة عامة ومن الفريق الطبي للعيادة ان إجراءات الفحص الطبي ما قبل الزواج تبدأ بأخذ التاريخ الطبي الشخصي والعائلي بشكل مفصل حتى يتم التعرف من خلاله على الأمراض المزمنة والوراثية لكلا العائلتين، ثم الفحص السريري لكافة أجهزة الجسم والتأكد من سلامتها وإجراء الفحوص التشخيصية الضرورية للتأكد من خلو الطرفين من أهم الأمراض المؤثرة على الزواج وصولاً إلى التثقيف الصحي للمقبلين على الزواج حول أهم المواضيع الصحية التي تهم الزوجين من أجل زواج سعيد وإنجاب سليم. وأضاف مسالمة ان التعرف على المرض أو الداء قبل الزواج سيمكن في حالات كثيرة من معالجته أو تجنب عواقبه ومضاعفاته أو على الأقل سيكون الزوجان على علم بتبعاته وأخطاره، وان لقاء راغبي الزواج بالفريق الطبي فرصة للإجابة عن كافة استفساراتهم وإعطائهم النصح والإرشادات المناسبة بناء على التاريخ الطبي والعائلي. وكان تحديد هذه الآفة على يد الطبيب كولي عام 1925، عندما تم تشخيص حالات لمرضى يعانون من فقر دم شديد، ومجموعة أعراض لتشوهات العظام وموت المصاب في نهاية المطاف . يذكر أن عيادة الفحص الطبي لما قبل الزواج مطبقة في محافظات "ادلب" "اللاذقية" "طرطوس""حمص" "حماة" "الرقة" "درعا" وتعمل نقابة الأطباء بالتعاون مع وزارة الصحة على تعميم هذه التجربة على المحافظات كافة . |
الساعة الآن 02:41 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمركز أسنانكَ الدولي - سورية