عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 02-23-2013
  #1
asnanaka
Administrator
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 7,127
إرسال رسالة عبر MSN إلى asnanaka إرسال رسالة عبر Skype إلى asnanaka
افتراضي علاج حراري ناجح لأزمات الربو الحادة


تكلفته باهظة ولكنه يخفف أعراض المرض ويقلل من عدد زيارات المستشفى
ظلت باتريشيا ديجياستو تعاني لعقدين من الزمان من ربو شديد. ولم تحل العقاقير القوية، واستخدامها المتكرر للبخاخة، دون زياراتها المتكررة إلى غرفة الطوارئ. وفي إحدى الليالي السيئة، رأت باتريشيا من سرير المستشفى التي ترقد بها تحضير الأطباء والممرضين لإدخال أنبوب بلاستيكي في قصبتها الهوائية ليساعدها على التنفس.

وقالت باتريشيا، وهي اختصاصية في التخاطب والنطق في برينتري بولاية ماساتشوستس ذات الـ 65 عاما: «لن أنسى هذا الشعور ما حييت. هذا الشعور بأنني لن أرى زوجي وأبنائي مرة أخرى وأن الأزمة قد نالت مني».

علاج حراري
منذ عامين أخبر الطبيب باتريشيا بإمكانية خضوعها لطريقة جديدة تسمى «علاج الشعب الهوائية بالحرارة» bronchial thermoplasty وهي أول طريقة علاج لا تشمل عقاقير. وقد وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء كعلاج لمرضى أزمات الربو الحاد.

خلال هذه العملية، يقوم الطبيب بتوجيه عملية إدخال منظار داخل الشعب الهوائية للمريض، ثم يسخن الرئة إلى درجة 149 فهرنهايت (82.78 مئوية) وهي درجة سخونة أقل من سخونة فنجان قهوة، لكنها تكون حارة بما يكفي لارتخاء وتقليص العضلات الملساء (Smooth muscles) في الشعب الهوائية، التي تتضخم خلال أزمة الربو وتعيق التنفس.

ولا تصبح الشعب الهوائية معرضة للانضغاط بعد هذه العملية كما توضح الدراسات. ويعاني مرضى الربو من عدد أقل من الأزمات ولا يحتاجون إلى الذهاب إلى المستشفى كثيرا. خضعت باتريشيا لهذه العملية في مارس (آذار) عام 2011، ومنذ ذلك الحين تخلصت من أكثر العقاقير التي كانت تتناولها، ولم تعاودها أي أزمة ربو بعد ذلك.

وقالت: «أنا اختصاصية في التخاطب والنطق، لكنني لا يمكنني التفكير في كلمة تعبر عن تحسن حياتي بعد العملية».

وهناك نحو 24 مليون شخص في مختلف أنحاء الولايات المتحدة يعانون من الربو، ويتوفى نحو 3400 سنويا بسبب هذا المرض. يكفي تفادي المواد المسببة للحساسية وتناول العقاقير التي يتم استنشاقها للسيطرة على الربو في أكثر الحالات.

أما بالنسبة لباقي المرضى الذين يعانون من الربو المزمن الحاد، فإن تناول العقاقير وتغيير نمط الحياة لا يكفي، حيث بات الذهاب إلى المستشفى أمرا شبه حتمي، وتناول عقارات الأسترويد مثل «بريدنيزون»، الذي قد يسبب هشاشة العظام ومرض المياه البيضاء والاكتئاب وآثارا جانبية سلبية أخرى، ضروريا.

على مستوى الدولة تتجاوز تكلفة علاج الربو 10 مليار دولار سنويا، ويتم إنفاق أكثر من نصف هذا المبلغ على مرضى الربو الحاد الذين يمثلون 10 في المائة فقط من إجمالي عدد مرضى الربو.

عملية عالية التكلفة
يقول الأطباء إن طريقة علاج الشعب الهوائية بالحرارة منحتهم سلاحا جديدا في المعركة ضد الربو الحاد، ويرى الكثير من المرضى أنها غيرت حياتهم. مع ذلك تكلفة هذه الطريقة كبيرة، حيث يبلغ سعرها نحو 20 ألف دولار وتتردد شركات التأمين في تغطيتها. نتيجة لذلك، يضطر الكثيرون ممن يحتاجون إلى إجرائها للاستغناء عنها على حد قول الأطباء.

وقال الدكتور روي سانت دون، اختصاصي أمراض الرئة في مركز كولومبوس لأمراض الرئة والرعاية المركزة في أوهايو: «يشعر الأطباء الذين يعالجون مرضى يعانون من الربو الحاد بالإحباط وبأنهم مكتوفو الأيدي لأن لديهم هذه التقنية الفاعلة بحسب المعلومات المتوفرة، بينما ترفضها شركات التأمين الكبرى».

ورغم موافقة إدارة الغذاء والدواء على هذه الطريقة منذ عامين فقط، بدأت الدراسات العملية على تلك الطريقة عام 2000. ومنذ ذلك الحين خضع نحو 650 مريضا في مختلف أنحاء البلاد لطريقة العلاج هذه. وتتم هذه الطريقة على ثلاث مراحل يفصل كل واحدة عن الأخرى ثلاثة أسابيع. وتستهدف كل مرحلة جزءا مختلفا من الرئة.

شكا بعض المرضى من السعال، بينما ظهر لدى البعض الآخر أعراض في الجهاز التنفسي نتيجة تهيج الشعب الهوائية. مع ذلك لم يوضح عدد من الدراسات التي كانت مدتها خمس سنوات أمورا تتعلق بالسلامة على المدى الطويل.

واكتشف الباحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن أن أزمات الربو انخفضت لدى المرضى الذين خضعوا للعلاج بهذه الطريقة، عند مقارنتهم بمجموعة معيارية، بمقدار الثلث، وقلت زيارتهم لغرفة الطوارئ بنسبة 84 في المائة، وانخفض عدد أيام غيابهم عن العمل أو الدراسة بنسبة 66 في المائة.

وقال الدكتور براتيك باتيل، مدير طب أمراض الرئة التدخلي في مركز «نيو وارك بيت إسرائيل الطبي» في ولاية نيو جيرسي: «إن هذا ليس بعلاج، لكنه بالتأكيد إنجاز. إنه لن يؤدي إلى التخلص نهائيا من الربو، لكنه سيساعد في الحد من أعراض المرض وتقليل مرات الذهاب إلى المستشفى وسيحسن حياة المرضى اليومية».

تخفيف الأزمات الحادة
هذه الطريقة حتى هذه اللحظة هي الطريقة الوحيدة المتاحة لمرضى الربو الحاد، الذين لا يستطيعون السيطرة على المرض بالعقاقير المعتادة، على عكس أكثر مرضى الربو، حسب قول الدكتور كايل هوغارث، الأستاذ المساعد في الطب بجامعة شيكاغو والذي شارك في عدد من الدراسات العملية عن هذه الطريقة.

ويقول: «هناك الملايين والملايين من مرضى الربو، ولن يخضع ملايين مرضى منهم لعلاج الربو بالحرارة».

مع ذلك كثيرا ما يحرم مرضى الربو الحاد من تغطية التأمين لهذه الطريقة. وتقول سوزان بيسانو، المتحدثة باسم مجموعة «خطط تأمين الصحة الأميركية» إن شركات التأمين تنتظر نتائج تجربة عملية أخرى مدتها خمس سنوات طلبتها إدارة الدواء والغذاء للموافقة على طريقة علاج الربو بالحرارة. ولن تكتمل هذه التجربة قبل عام 2018 على أقل تقدير.

ويعتقد الكثير من اختصاصيي الربو أن شركات التأمين تتبنى نهجا يتسم بقصر النظر. ويقال إن تكلفة العملية التي تبلغ 20 ألف دولار أقل من فواتير المستشفيات وتكاليف العقاقير التي تقدر بعشرات الآلاف الدولارات والتي يمكن أن تتراكم بسهولة لدى مرضى الربو الحاد في غضون عام واحد.

وأنفقت شركة التأمين «بلو كروس بلو شيلد»، التي يتعامل معها أحد المرضى، وهو ألبرتو غوليون البالغ من العمر 68 عاما وهو مستورد متقاعد في ميامي، نحو 50 ألف دولار في العام على برنامج الرعاية الصحية الخاص به.

وقال: «أضطر للذهاب إلى المستشفى كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، وكنت أتناول كل العقاقير المتوفرة في السوق. لقد كنت أتناول كوكتيلا من العقاقير». لم تدفع «بلو كروس» له تكاليف العملية، لذا تحمل غوليون تكلفتها عندما احتاج إلى الخضوع لها عام 2010.

منذ ذلك الحين، لم يذهب إلى المستشفى ولم يصب بأزمات ربو أخرى ولا يتناول حاليا سوى عقار واحد بدلا من خمسة. ويقول: «أستطيع الآن التنفس، وأوفر على شركة التأمين التي أتعامل معها مبلغا كبيرا من المال».
asnanaka متواجد حالياً  
رد مع اقتباس