دعوة لقضاء الإجازة في عيادة أسنان
خلال اللحظات العصيبة والمخيفة عندما يقوم طبيب الأسنان بقدح وقشط أسنانها، تستمتع نانسي ايضاً بتدليك ظهرها وتقليم أظافرها، وبالماسك (القناع) البارد لترطيب عينيها والخفين لتدفئة قدميها.
وإذا كان كل ذلك لا يكفي تستطيع نانسي ان تضع على وجهها نظارة الحقيقة الافتراضية وتهرب بها إلى هاواي أو أي منتجع غريب آخر، مع أن روائح حلوى الشوكولا الزكية تصل الى أنفها من فرن قريب.
وبعد أن ينتهي الدكتور كينيث موغيل من عمله على أسنانها تقول نانسي للطبيب مازحة: xxxهل أستطيع أن أعود إلى هنا لقضاء إجازة؟xxx.
وبدأ موغيل يضيف الى عمله هذه اللمسات - كشموع المعالجة بالعطور والمخدات الدافئة وخدمات الحمامات الحارة - لجعل المواعيد مع طبيب الأسنان أقل اخافة بل وممتعة.
وقد بدأت الفكرة تنتشر في مختلف ارجاء الولايات المتحدة، حيث أخذت عيادات طب الأسنان تضيف مزايا بسيطة كمقاعد التدليك المبطنة - بغية استكمال التغييرات الهادفة الى جعلها أشبه بالمنتجعات الفخمة. ويقول موغيل وهو جالس في مكتبه المريح الذي يشبه اكثر المكتبة المنزلية: xxxأريد أن أشتت ذهن المريض حتى لا يلاحظ إنني أحقن إبرة في فمهxxx.
هذه المقاربة التي تشبه سبل الراحة التي تقدمها المنتجعات هدفها اجتذاب الأشخاص الذين يعانون من رهاب طب الأسنان الذين كثيراً ما يمنعهم الخوف من احترام الموعد مع الطبيب. كما انها قد تساعد على اجتذاب طالبي المعالجة التجميلية. فبعض العيادات تقدم ايضاً حقن البوتوكس والكولاجين لازالة تجاعيد الوجه في المنطقة القريبة من الفم.
ويساعد هذا التدليل - شأنه شأن خدمات جراحة الأسنان التجميلية - على اجتذاب زبائن جدد يحتاجون عادة الى معالجة أسنان أقل مما كان يحتاجه آباؤهم. فحسب آخر تقرير للجراح العام الأميركي (وزير الصحة) ان عدد الأشخاص الذين تتساقط اسنانهم قد تراجع كثيراً عما كان عليه منذ 20سنة. وعليه - وحسب مركز مراقبة الأمراض - ان اقل من ثلث الأشخاص البالغين ذهبوا الى طبيب الأسنان خلال السنة الماضية. ومع ذلك فإن الأموال التي ينفقها الناس على معالجة أسنانهم تتزايد بمليارات الدولارات سنوياً، حيث أنفق الأميركيون 60مليار دولار قبل سنتين، فيما ذكر غالبية أطباء الأسنان أنهم أجروا عمليات تجميلية أيضاً.
الدكتور غاري غرين اختصاصي جراحة تجميل الأسنان في سانت لويس لا يريد أن يقلد تماماً xxxموجة المنتجعاتxxx الزاحفة على الساحلين الشرقي والغربي للبلاد.
فلدى غرين مرضى ينبغي أن يظلوا جالسين على كرسيه اربع او خمس ساعات في كل زيارة، ولذلك من باب اولى ان يكونوا مسترخين ومرتاحين، ولكن وجود مدلك أو مدلكة يعمل على قدمي المريض فيما ينشغل هو قد يؤثر على الأجواء في عيادته. وإذا ما دغدغت المدلكة بقعة خاطئة فقد تسبب بذلك مشكلة. والدكتور غرين يقول: xxxلا نستطيع أن نسمح للمريض بأن يتحرك،، بل ينبغي أن يظل مركزاً انتباههxxx.
وكبديل يفكر غرين بأن يخصص غرفة خاصة في عيادته التي تشبه القصور لمدلك يستقبل زبائنه قبل أو بعد موعد معالجة الأسنان. وهو يقدم أيضاً بعض اللمسات الصغيرة - كسماعات الاستيريو والشموع المعطرة والمخدات الدافئة.
ويقول غرين: xxxإننا في زمن يسعى فيه الناس للحصول على الارضاء الفوري، وأي طريقة تتيح لنا توفير هذه الخدمة جيدة لنا ولهمxxx.
وبعض الخدمات المتوفرة في ما يسمى xxxمنتجعات طب الأسنانxxx لا تكلف اكثر من معالجة الأسنان والعمليات غير التجميلية كثيرا.
الا ان المنتجعات التي تقدم خدمات اوسع، في هيوستن، فإنها تقدم فاتورة لكل معالجة على حدة، وفي هذا المنتجع يستطيع الزبائن أن يتنفسوا الاوكسجين النقي في قرية افتراضية يابانية قبل اجراء تدليك بالفقاقيع النافورية خلال تنظيف اسنانهم.
كما بوسع الزبائن ان يمضوا بقية يومهم بتدليك اجسامهم بلفها بحرامات مصنوعة من الاعشاب البحرية، او أقنعة تنظيف الوجه بالقشط والتدليك بالحجارة الساخنة وحقنات البوتوكس.
وتقول الدكتورة كميربدلي هارنز، مستشارة شؤون المستهلكين في الجمعية الأميركية لطب الاسنان، ان المرضى الذين اعتاد العديد منهم على المتع الصغيرة في حياتهم اليومية، هم القوة الدافعة وراء التغيير. وتشير هارنز الى انها تعاني بنفسها من الخوف من طب الأسنان، وقد صممت عيادتها في فارمينغتون في مينسوتا فزودتها بغرفة جلوس ومكتبة صغيرة وحديقة عصافير وزهور واشجار وماء. ومع أن الخدمات المتوفرة تختلف من عيادة الى أخرى يقول معظم اطباء الأسنان انهم يريدون ان تكون أجواء عيادتهم أشبه بأجواء المنازل وليس العيادات الطبية.
ولهذا السبب لا يبالي الدكتور موغيل - في بوكاراتون - اذا لطخ مرضاه شفاههم بقطعة حلوى شوكولاته ساخنة.