رغم شللها الناتج عن إصابتها بالسرطان.. الطفلة نيرمين تطلق كتاب "لا تحز
رغم شللها الناتج عن إصابتها بالسرطان.. الطفلة نيرمين تطلق كتاب "لا تحزن"
"من قال إن الملائكة لا تمرض.. ومن زعم أنها لا تشفى" كانت بضع كلمات خطتها يد تلك الطفلة الصغيرة على كتابها الأول الذي أصدرته بعنوان "لا تحزن".. نيرمين التي تعاني من الشلل الناتج عن إصابتها بمرض السرطان ولا تتجاوز الأربعة عشر عاماً واصلت حلمها الأدبي وأصدرت كتاباً من أوراق طفولتها الغضّة..
أقيم مؤخراً في فندق الآرت هاوس بدمشق حفل توقيع الكتاب الأول للكاتبة الطفلة نيرمين شعبان الذي صدر عن الدار العالمية للكتاب في بيروت, برعاية برنامج (تمنى) التلفزيوني الذي يبث على قناة دبي ويعنى بتحقيق آمال الأطفال المصابين بأمراض مستعصية, وهذه المرة خص برعايته طفلة من أطفال جمعية (بسمة) لدعم الأطفال المصابين بالسرطان, وتم الحفل بحضور نخبة من نجوم الدراما السورية مثل مصطفى الخاني ووائل شرف وشكران مرتجى.
وقال معاون وزير الثقافة د.علي القيم في تصريح لسيريانيوز "عندما اطلعت على هذا الكتاب سررت بعفوية الكلمات وبراءة الخواطر التي كتبتها نيرمين، وما لفتني أكثر عنوان الكتاب الذي يدعو الشخص للتفاؤل وحب الحياة رغم مرض صاحبته، ونحن بدورنا لا نتردد في تقديم الدعم للأطفال الموهوبين من ذوي الأمراض المستعصية والاحتياجات الخاصة"، لافتاً إلى أن الوزارة "تفتح صفحات مجلة أسامة أمام كل طفل متميز لنشر إبداعاته عبرها، إضافة لإقامة معارض فنية وورشات للرسم والموسيقا والمسرح على أن يسهم ذلك ولو بجزء بسيط في التخفيف من آلام هؤلاء الأطفال".
أما الطفلة نيرمين فشرحت المعاناة التي عاشتها خلال فترة مرضها وقالت "كنت في الصف الخامس أعيش في منزل متواضع ناجحة في مدرستي وممتازة بكل دروسي, ترفعت إلى الصف السادس وفجأة أصبحت ضعيفة جداً وبعدها لم أستوعب شيئاً من دروسي, لتكشف الفحوصات والصور الطبية أن هناك كتلة سرطانية في رأسي طولها 3 سم", مضيفة "أجمع الأطباء على ضرورة إجراء عملية جراحية لاستئصال الكتلة وبفعل العملية انتهيت عاجزة على الكرسي المتحرك نتيجة شلل أصابني.. واليوم أنا أشكر كل من دعمني ووقف إلى جانبي وأوجه لهم كل الحب والتقدير".
من جهتها, لفتت نائب رئيس مجلس إدارة جمعية بسمة د. شدن ناجي إلى أن "جمعية بسمة قامت بترشيح الطفلة نيرمين عندما جاءت فكرة تلفزيون دبي عبر برنامج (تمنى) الذي تعده وتنتجه شركة (think plus) لتحقيق أمنيتها بنشر كتاب خاص بها, ولاسيما أن الجمعية على دراية تامة بموهبة نيرمين وكتاباتها الأدبية التي كانت تنشرها ضمن النشرات الدورية التي تصدرها الجمعية", مشيرة إلى أن "نيرمين هي طفلة من أصل 2350 طفل في جمعية بسمة, واليوم استطاعت أن تعكس ما يستطيع هؤلاء الأطفال فعله رغم معاناتهم من تبعات المرض".
يذكر أن بسمة جمعية أهلية تأسست عام 2006 وتعنى بتقديم خدمات دعم مادية واجتماعية ونفسية للأطفال المصابين بالسرطان وتقوم بتوفير هذا الدعم للأطفال المسجلين لديها من جميع أنحاء سورية, من خلال مجموعة برامج وحملات تختص بالدعم النفسي للأطفال المصابين وأهاليهم والوقوف إلى جانبهم بشتى الطرق.
بدوره, قال الفنان مصطفى الخاني "أنا متفائل جداً بهذه الطفلة الموهوبة التي تحدت عجزها الجسدي ومرضها, ودعم هؤلاء الأطفال هو واجب أي شخص في المجتمع فكل شخص من مكانه قادر على دعم هؤلاء الأطفال بطريقة ما، ولكن واجب الفنان أكبر بهذا الاتجاه وذلك لحب الآخرين له ولتأثرهم به", مضيفاً "هؤلاء الأشخاص ليسوا معاقين بل هم ذوي احتياجات خاصة ومن ينظر لهم أنهم معاقين ربما هو معاق فكرياً، ونحن نستمد منهم الصبر والإرادة والأمل".
يذكر أن (كتاب لا تحزن) عبارة عن مجموعة مقاطع متنوعة تعبر عن المشاهدات واليوميات الحياتية، كتبتها نيرمين على مراحل وعبّرت من خلالها عن الأم والمدرسة والطفولة وحب الوطن والحياة.. وأشياء طفولية خطتها يدها الصغيرة التي لا تزال مصرة على الحياة والعطاء رغم كل شيء..