الخلايا المناعية .. بين التغذية الحمضية والقلوية
مركز أسنان الدولي
https://www.assnan.com
تنتسب الخلايا المناعية إلى الجهاز المناعي، وهو آخر الأجهزة البيولوجية اكتشافا وقد تعددت خلايا الجهاز المناعي شكلا ووظيفة، وأول الخلايا المناعية التي تم التعرف عليها هي خلايا الغدد الدهنية والعرقية والخلايا الجلدية نفسها، لأنها جميعا تعمل على الحماية السطحية للجسم من أن تغزوه الجراثيم والميكروبات والسموم، وهي خط دفاع أولي.
كما أن هناك خلايا مناعية تنتشر وتتحرك لتعزيز الدفاع عن الجسم حال تعرضه لأي هجوم في أي موقع من أعضائه أو أنسجته.
خلايا مناعية متعددة
إن الخلايا اللمفاوية التي تشكل الجهاز المناعي هي نوعان خلايا بائية (B) cell، وهي خاصة بإنتاج الأجسام المضادة في الجسم للقضاء على الأعداء، وخلايا تائية (T) cell، وهي متعددة الأغراض، فمنها الخلايا المساعدة التي تمثل قيادة جهاز المناعة النوعي، وتنبه الخلايا البائية لإنتاج الأجسام المضادة.
وهناك الخلايا القاتلة التي تلتحم بالعدو وتدمره، ثم هناك الخلايا الكابحة التي تلجم النشاط الزائد (الضار) للجهاز المناعي بعد القضاء على الجسم الغريب، وهناك الخلايا الأكولة التي لها خاصية التعرف على تركيب الخلايا والأجسام الغريبة بعد تدميرها.
ولا تزال الأبحاث تكتشف كل يوم الجديد والجديد عن الخلايا المناعية ووظائفها وعلاقتها بمحاربة الأمراض.
وفي كتب المناعة بسط كبير للتفاصيل الدقيقة عن الخلايا المناعية.
وهذه الخلايا ليست بمنأى عما حولها من مؤثرات كثيرة، لكن أهمها البيئة والملوثات والانفعالات النفسية ونشاط الجسم الحركي والرياضي والعامل الوراثي، وأخيرا وليس بآخر نوعية غذاء الإنسان وكميته.
والأخير هو الذي سوف نسلط عليه الضوء في جانب واحد فقط من جوانبه، وهو مدى تأثير الحمضية والقلوية (PH) الخاصة بالأغذية على صحة الإنسان بشكل عام وعلى الخلايا المناعية بشكل خاص.
الحمضية والقلوية
تقول الاختصاصية نهلة الكريم، يقصد بالحمضية والقلوية التوازن الحمضي والقلوي المعروف بالرمز (PH)، وهو يشير إلى قياس الحمضية والقلوية مرقما، حيث إن (PH 1) شديد الحمضية، و(PH 14) شديد القلوية، والرقم (PH 7) يشير إلى التعادل بين الحمضية والقلوية، وهي درجة الماء النقي. وكلما انخفض الرقم 7 دل ذلك على الحمضية، وبالعكس كلما ارتفع عن 7 دل على القلوية.
إن جسم الإنسان، بما فيه من خلايا وسوائل ومواد بين خلوية وجميع التركيبات الداخلية، يتأثر كثيرا في حمضيته وقلويته بما يتناوله من غذاء.
وبالتالي فإن نوعية التغذية، إن كانت حمضية أو قلوية، لها تأثير على خلاياه وسوائله.
وأكثر ما يتأثر من خلاياه الخلايا المناعية التي تنتظر تغذية صحيحة وسليمة، إذ إنها كالجنود في ميادين الحرب، إن ضعفت تغذيتهم خارت قواهم وتأثرت صحتهم وبالتالي يضعف أداؤهم.
أنواع الغذاء
ولتعزيز صحة الإنسان يجب أن يتناول ما نسبته 75 في المائة غذاء قلويا و25 في المائة غذاء حمضيا كي يؤثر على خلايا الجسم، خاصة الخلايا المناعية ليبقيها خلايا قلوية تعزيزا للمناعة والصحة.
إن الفيروسات والميكروبات لا تنمو وتتكاثر في حالة القلوية بعكس الحمضية، فإن فرصة تكاثرها ونموها يكون أكثر مقارنة بالقلوية، كما أن نظام تحويل الشحوم إلى دهون مخزنة لا يعمل فوق (PH 7.5) ويتخلص منها الجسم، هذا بالإضافة إلى أن الجسم القلوي ذا التغذية القلوية يطرد الخمول والكسل والصداع إن ذلك كله يعتبر مدخلا للحديث عن التغذية الحمضية والتغذية القلوية.
الأطعمة القلوية والحمضية
أوضحت الاختصاصية نهلة الكريم أنه يمكن معرفة الأطعمة والمشروبات القلوية التي تعزز الصحة وكذلك الحمضية التي تضر بالصحة، وذلك بالعودة للكتب المتخصصة في ذلك، وتعرضت لها هنا بشيء من الاختصار.
فالكحوليات تقع على رأس قائمة المشروبات ذات الأس الهيدروجيني الحمضي الضار، حيث إن مقياسها (PH 2)، فهي عالية الحمضية.
وتأتي مشروبات الكولا وما شابهها بعد الكحوليات من حيث الحمضية العالية، إذ إن مقياسها هو (PH 3)، وكذلك العديد من المشروبات الأخرى، خاصة أنواع القهوة التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين، هي مشروبات حمضية تتفاوت درجة حمضيتها (PH 4 - 5).
ويلي ذلك الشاي الأحمر حيث إنه (PH 6)، بينما الشاي الأخضر يسجل ارتفاعا لدرجة القلوية يصل إلى (PH 9)، ويمكن العودة لأحد الكتب المخصصة لمعرفة درجة الحمضية والقلوية لكل مشروب من المشروبات.
وكما هو معروف، فإن الماء درجته (PH 7)، ولكن هناك تسجيل لبعض أنواع المياه يصل إلى (PH 7.9).
خضروات وفواكه
أما الأغذية، فإن جميع الخضروات والفواكه الطازجة تقع في خانة القلوية وبعضها يعد مرتفع القلوية، ففائدتها كبيرة جدا، فهي تجعل الجسم أكثر تحصنا من الأمراض وتجعل خلاياه المناعية أكثر قوة ومناعة.
أما الأغذية اللحمية (اللحوم)، بما في ذلك لحم البقر والغنم والدجاج، فجميعها لا تصل درجة الحمضية والقلوية فيها إلى (PH 7)، وأسوأها حموضة جميعا لحم الخنزير حيث تتدنى النسبة إلى أقصى حموضة مقارنة بجميع اللحوم، بينما الأعلى قلوية من اللحوم السمك الذي يرتفع فوق 7 في بعض الأنواع (PH8).
وجميع الكربوهيدرات، بما في ذلك الأرز، درجة حمضيتها وقلويتها تساوي خمسة (PH5). وتتفاوت درجة الحمضية والقلوية بالنسبة للزيوت، لكن أعلاها قلوية: زيت الزيتون وزيت السمسم حيث يسجلان ارتفاعا للقلوية يصل إلى 9 (PH 9)، وهكذا يتبين أن الحمضي والقلوي من المشروبات والأغذية يؤثر على خلايا الجسم، بما في ذلك الخلايا المناعية، فكيف يكون ذلك التأثير؟
التأثيرات النفسية
إن تناول المشروبات والأطعمة له تأثير على التوازن الحمضي/القلوي، ولكن هذا التأثير لا يقوم على تركيبته الكيميائية الأصلية، إنما يقوم على «رماده»، أي ما يبقى منه بعد عملية الهضم، أي أن ناتج عملية الهضم يصبح رمادا حمضيا أو رمادا قلويا حسب المشروبات والأطعمة التي تناولها الإنسان.
وبالتالي فإن الخلايا المناعية (سوائلها الداخلية) وكذلك الدم السائل الذي تسبح فيه وما بين تلك الخلايا من مواد بينية كلها تكتسب حمضيتها وقلويتها مما تتغذى به، خاصة أن الجهاز المناعي يستمد قوته من الجهاز الممول (الجهاز الهضمي)، وما يصله من حمضية وقلوية يكون له بالغ الأثر في خلاياه، ولا يعادل هذا الأثر سلبا وإيجابا، ضعفا وقوة إلا تأثير الانفعالات كما تشير إلى ذلك الدراسات الحديثة.
حيث إنه مع وجود أطعمة ومشروبات حمضية أو قلوية، فإن وجود الانفعالات قد يزيد أو ينقص درجة PH.
فالحب والرضا والتأمل واللطف واللين والرفق ترفع القلوية، بينما الكره والخوف والغضب والقلق فإنها ترفع الحمضية في الجسم.
وهذا ما يفسر أن خلايا الجهاز المناعي عند المرض تتدهور بسبب ما يصاحب المريض من خوف وقلق وتوتر، وعادة ما يساعد على صحوة الخلايا المناعية وقوتها ومناعتها أمران: التغذية السليمة التي هي أقرب للقلوية، والناحية النفسية التي تزيد من نسبتها القلوية.