الأسبرين .. أفضل في منع الجلطة القلبية للرجال والسكتة الدماغية للنساء
مركز أسنان الدولي
https://www.assnan.com
الأسبرين .. أفضل في منع الجلطة القلبية للرجال والسكتة الدماغية للنساء
يعتبر تناول الأسبرين من وسائل «الوقاية المتقدمة»، لمنع حصول مضاعفات أمراض شرايين القلب أو لمنع تكرار المعاناة منها.
عند الحديث عن الأسبرين وأمراض شرايين القلب، علينا أن ندرك ثلاثة جوانب مهمة، وهي:
أن تناول الأسبرين أساسي في معالجة الأشخاص الذين لديهم، بشكل ثابت طبيا، مرض في شرايين القلب، وثبوت وجود مرض في شرايين القلب يكون إما بإصابة الشخص في السابق بأحد تداعيات ومضاعفات مرض شرايين القلب، أي إما الإصابة بنوبة الجلطة القلبية أو ألم الذبحة الصدرية، أو يكون ذلك الثبوت لوجود مرض في شرايين القلب عبر نتائج قسطرة شرايين القلب أو اختبار جهد القلب، وهنا يعتبر تناول الأسبرين من وسائل «الوقاية المتقدمة»، لمنع حصول مضاعفات أمراض شرايين القلب أو لمنع تكرار المعاناة منها.
هناك نوع آخر من وسائل الوقاية من تداعيات أمراض شرايين القلب، وهو «الوقاية الأولية»، والمقصود بـ«الوقاية الأولية» هو حماية الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بأمراض شرايين القلب من حصول مضاعفاتها أو تداعياتها.
أن ما يفعله الأسبرين لدى الأشخاص الذين يتناولونه بشكل يومي على سبيل «الوقاية الأولية» أو «الوقاية المتقدمة» هو منع أو تقليل احتمالات أن تترسب الصفائح الدموية بعضها على بعض داخل الشرايين المصابة بترسبات وتضيقات الكولسترول في جدرانها، أي بمعنى أن الأسبرين لا يتدخل بالمنع لحصول ترسبات الكولسترول داخل جدران الشرايين، ولا يعمل على إزالة تلك التضيقات الحاصلة في مجاري الشرايين، بل يعمل فقط على تقليل أو منع حصول تداعيات ومضاعفات جراء وجود التضيقات،
وعليه فإن تناول الأسبرين لا يعفي المرء من الاهتمام بخفض نسبة الكولسترول أو خفض مقدار ضغط الدم أو غيرها من العوامل التي ترفع من احتمالات إصابة الإنسان بأمراض شرايين القلب.
وحول نوع «الوقاية الأولية» باستخدام الأسبرين يجري الحديث في الأوساط الطبية حول مَن مِن الناس يُنصحون بتناول الأسبرين ومَن لا يُنصحون بذلك، ولأن ثمة معلومات شائعة بين عموم الناس بأن التقدم في العمر، أو حتى تجاوز سن الأربعين من مرحلة العمر المتوسطة، هو سبب كافٍ للبدء في تناول الأسبرين يوميا للوقاية من تداعيات أمراض القلب، فإن إرشادات الهيئات الطبية المعنية بصحة القلب تحاول أن توضّح الصواب في الأمر برمته.
والسبب وراء هذه الجهود الطبية في محاولة ضبط تناول الأسبرين
هو أن الأسبرين كدواء لا يخلو من آثار جانبية قد تهدد سلامة حياة الإنسان أو تؤدي إلى مضاعفات صحية قد تضر بمتناوِله. ومن أهم الآثار الجانبية للأسبرين هو حصول نزيف المعدة أو النزيف الدماغي.
موازنة تناول الأسبرين وفي نحو منتصف شهر مارس (آذار) الماضي أصدر الخبراء الطبيون بالولايات المتحدة النسخة الحديثة من مراجعاتهم لإرشادات الوقاية من الأمراض، وحظي جانب استخدام الأسبرين على سبيل «الوقاية الأولية» من تداعيات أمراض شرايين القلب وشرايين الدماغ، بنصيب الأسد من التوجيه والإرشادات لعموم الناس.
وفي ملخص الإرشادات التي صدرت ضمن عدد 17 مارس من مجلة «مدونات الطب الباطني»، «أنلس أوف إنتيرنال ميديسن»، أشار الخبراء إلى أن تناول جرعات منخفضة من الأسبرين يبدو متساويا في الفاعلية والتأثير مع تناول جرعات عالية من الأسبرين، ولكن الميزة الأهم لتناول جرعات منخفضة من الأسبرين هي تدني احتمالات حصول الآثار الجانبية للأسبرين على نزيف المعدة والدماغ، وخصوصا عند تناول أدوية أخرى مذيبة لتخثرات الدم داخل الأوعية الدموية، مثل عقار بلافيكس، مع الأسبرين.
وفي الإرشادات الجديدة لـ«حملة خدمات الوقاية بالولايات المتحدة» U.S. Preventive Services Task Force guidelines تم تصميم الإرشادات بما يناسب عمر وجنس كل إنسان.
والأساس الذي تعتمد عليه الإرشادات الطبية في موضوع تناول الأسبرين، أو عدم تناوله، هو الموازنة بين الفائدة والمصلحة وبين الضرر والمفسدة، أي متى تكون احتمالات الاستفادة والمصلحة في حماية حياة وقلب ودماغ الإنسان أعلى من احتمالات الضرر والمفسدة التي يتركها نزيف المعدة أو الدماغ، ومعلوم أن هناك نسبة معينة لاحتمالات حصول نزيف المعدة لدى الشخص جراء تناول الأسبرين، وهناك أيضا نسبة معينة لاحتمالات الاستفادة من الأسبرين في منع تداعيات أمراض شرايين القلب.
وهذه الاحتمالات، السلبية أو الإيجابية، قد ترتفع لدى إنسان وقد تنخفض لدى إنسان أخر، وعليه فإن احتمالات أن يتعرض المرء لتداعيات الجلطة القلبية تختلف حينما يكون لديه ارتفاع في ضغط الدم وارتفاع في الكولسترول مثلا، بالمقارنة مع شخص آخر ليس لديه أحد عوامل ارتفاع خطورة الإصابة بأمراض الشرايين.
وكذلك فإن احتمالات حصول نزيف في المعدة جراء تناول الأسبرين تختلف فيما بين شخص ذي معدة سليمة ابتداء، وبين شخص لديه قرحة في المعدة أو سبقت إصابته بنزيف في المعدة. وهكذا دواليك.
نصائح وإرشادات
- الرجال ما بين عمر 45 و79 سنة، يجب عليهم تناول الأسبرين يوميا حينما تكون فرص الاستفادة لديهم في منع حصول تداعيات أمراض شرايين القلب أو الدماغ، تفوق ضرر حصول نزيف المعدة أو الدماغ.
- النساء ما بين عمر 55 و79 سنة عليهن تناول الأسبرين يوميا حينما تكون احتمالات حصول جلطة دماغية لديهن تفوق احتمالات حصول نزيف المعدة.
- الرجال دون سن 45 سنة، والنساء دون عمر 55 سنة، ممن لم يصابوا في السابق بنوبة الجلطة القلبية أو نوبة السكتة الدماغية، عليهم عدم تناول الأسبرين بشكل يومي على سبيل «الوقاية الأولية».
- في الوقت الراهن ليس من الواضح طبيا، ووفق ما هو متوفر من أدلة علمية، ما إذا كان من الأفضل على الأشخاص الذين بلغوا 80 سنة، ولم يصابوا بالجلطة القلبية أو السكتة الدماغية، أن يتناولوا الأسبرين.
وعلّق الدكتور مايكل لي فيفير، أحد أعضاء لجنة الخبراء المشاركين في وضع الإرشادات، وبروفسور طب الأسرة والمجتمع بجامعة ميسوري في ولاية كولومبيا، بالقول: «استكمالا للإرشادات التي صدرت آخر مرة في عام 2002، فإن ثمة وفرة في المعلومات الطبية جراء نتائج الدراسات الطبية التي أُجريت خلال السنوات الماضية، وهو ما مكننا من وضع إرشادات مناسبة بالنظر إلى جنس الشخص، ولذا لدينا إرشادات خاصة بالرجال وأخرى خاصة بالنساء، في شأن تناول الأسبرين، وهو ما لم يكن في السابق».
وأضاف:
«يبدو أن الأسبرين أكثر فائدة لدى الرجال في منع تداعيات نوبة الجلطة القلبية، ولدى النساء يبدو أن الأسبرين أفضل في منع سكتة الجلطة الدماغية».
وقال الدكتور كارل لافي، المدير الطبي لقسم التأهيل القلبي بـ«مؤسسة أوسشنر للقلب والأوعية الدموية» في نيو أورلينز بولاية لويزيانا الأميركية، إن
«فوائد تناول الأسبرين يجب موازنتها في إزاء مخاطر تناوله، ولو كانت الاحتمالات منخفضة لدى إنسان ما حول إصابته بأمراض شرايين القلب في المستقبل القريب فإن عليه عدم تناول الأسبرين، وعلى الأطباء ألا يصفوه له، ولو كانت خطورة الإصابة بأمراض شرايين القلب عالية فإن من الواضح أن تناول الأسبرين ضروري».
عند محاولة وقاية الأشخاص المعرضين لخطورة الإصابة بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية، فإن تناول الجرعات القليلة من الأسبرين، أي إما 75 أو 81 مليغراما، هو مساو، وربما أفضل، من تناول الجرعات العالية للأسبرين، أي 100 مليغرام أو أكثر.