asnanaka
08-01-2010, 09:36 PM
قراءة في أسباب الطفرة السياحية في النصف الأول من العام 2010 عاما بعد عام تفاجئنا وزارة السياحة بأرقام غير متوقعة عن تطور عدد السياح القادمين الى سوريا ، وفي جديد احصاءاتها أعلنت الوزارة ' وبسرعة لافتة ' عن الارقام الرسمية للسياحة خلال النصف الأول من العام 2010 ، اكدت من خلالها أحقية سوريا في حصولها على احد المراكز الخمسة الأولى للدول الأكثر تطورا في عدد سائحيها عالميا حسب التقرير السنوي للسياحة الدولية .
طفرة في العدد ، والزيادة وصلت الى مليون ونصف سائح :
لعل أهم ما يميز العام 2010 هو تلك الطفرة الغير مسبوقة في تطور عدد السياح القادمين الى سوريا ، فبعد نسب نمو هامة خلال الاعوام الماضية تراوحت بين 25و 40% ، سجلت احصاءات الوزارة ما يقارب 4 مليون سائح قدموا الى سوريا وامضوا فيها أكثر من يوم واحد خلال الستة أشهر الأولى ، مقابل نحو 5.2 مليون سائح خلال نفس الفترة من العام السابق وبنسبة نمو وصلت الى 63% في عام واحد فقط .
ولتحليل هذه الطفرة ومعرفة السبب الذي أدى الى زيادة السياح بنحو مليون ونصف سائح في عام واحد فقط ، يمكننا قراءة هذه الزيادة باعادتها الى مصادرها اذ تشير الاحصاءات بانها قد توزعت بين زيادة بنحو 700 الف للسياح العرب و500 الف للسياح الاجانب ونحو 300 الف للمغترب السوريين ، وبذلك نستطيع ان نصنف الاسباب التي ادت الى الزيادة ضمن المحاور الاربع التالية :
الأول : ويتعلق بالحملة الترويجية الضخمة التي نظمتها وزارة السياحة خلال العام الماضي في الاسواق الرئيسية للسياح في العالم ، وبما ان الترويج هو احد اهم عناصر استقطاب السياح ، نجحت الوزارة بما استقطبته من سياح في النصف الاول من مهامها والمتعلق بتحفيز السائح ' الاوروبي خاصة ' لزيارة سوريا ، ولعل اكبر دليل على ذلك ان الزيادة النسبية الأهم في عدد السياح قد جاءت من الدول الاجنبية بنحو 100% مقارنة مع العام الماضي ، اذ استقبلت سوريا ما يزيد عن 1.1 مليون سائح اجنبي في مقابل نحو 550 الفا في الستة أشهر الأولى من العام الماضي ، وبنفس النسبة تقريبا نمى عدد السياح الاوروبيين من 300 الف الى نحو 600 الف.
الثاني : ويتعلق اساسا بالغاء التأشيرة مع كل من ايران وتركيا ، والتي بدأنا نجني ثمارها سياحيا اعتبارا من العام الحالي ، كيف لا وعدد السياح القادمين من كل من تركيا وايران قد شهد زيادة غير مسبوقة تصدر معها البلدان ، قائمة الدول الأكثر تطورا نسبيا في عدد سائحيها مع نسبة نمو وصلت الى 175% بالنسبة لتركيا و 141% بالنسبة لايران ، حصلا من خلالها على النصيب الاكبر من الزيادة في عدد السياح الاجانب التي اشرنا اليها في المحور الأول
الثالث : اما فيما يتعلق بالسبب الذي أنتج زيادة في عدد السياح العرب بمقدار 700 الف سائح وبنسبة نمو وصلت الى 43% خلال الستة أشهر الأولى من العام الحالي ، فيمكننا اعادته الى استفادة سوريا من عوامل الجذب السياحي الموجودة في الدول المجاورة والتي تحتم الجغرافيا مرور السياح عبر سوريا للوصول اليها ، صحيح ان الاحصاءات كلها لا تأخذ بعين الاعتبار هؤلاء السياح الذين عبروا بنفس اليوم ' دون مبيت ' من سوريا الى الدول المجاورة ، لكن الصحيح ايضا بان هذه الطريقة في الحساب قد لا تأخذ بعين الاعتبار ساعة المرور فاذا ما دخل السائح قبيل منتصف الليل الى البلاد وغادرها بعدها قد يدخل ضمن الحسبة المذكورة ، وخاصة فيما يتعلق بالسياح العرب الوافدين الى لبنان ، ناهيك عن هؤلاء العابرين الى تركيا عبر سوريا برا ، والذين استفادت منهم سوريا بالمنامة في اراضيها بسبب طول المسافة ' وهذا من حقها ' .
وان كان جزء من الزيادة في عدد السياح العرب يعود الى ما ذكر ، فيجب الا ننكر ان تحسن العلاقة مع لبنان اعادت من جديد الاعداد الوافدة منها الى ارقام قياسية ، حالها حال الاردن التي ساهم تخفيض التعرفة على السيارات معها الى زيادة غير مسبوقة في عدد الوافدين منها ، تصدر معها الجاران قائمة الدول العربية الاكثر زيادة في عدد سياحها القادمين الى سوريا مقارنة بالعام الماضي مع نسب نمو وصلت الى 90 % لكل من البلدين .
الرابع : اما السبب الرابع والاخير فيعود الى الزيادة المنطقية في عدد السوريين المغتربين خلال الفترة المذكورة والذي نمى بنحو 300 الف ليصل معه عدد المغتربين السوريين الذين زاروا البلاد الى 700 ألف مغترب سوري ' مع توقعات بان يرتفع العدد خلال النصف الثاني من العام الحالي '
دمشق أولا :
من جهة آخرى كان لافتا من حيث وجهات السياح القادمين الى سوريا ، بان مدينة دمشق تتصدر القائمة بشكل لافت بعد ان زارها نحو 8.1 مليون سائح خلال الستة اشهر الاولى من العام الحالي مستحوذة على نحو 45% من السياح العرب والاجانب القادمين الى البلاد ، تليها المنطقة الشمالية بنحو 700 الف سائح ثم المنطقة الساحلية ' التي تتقدم مرتبتها في النصف الثاني من العام ' بنحو 600 الف سائح فالوسطى بنحو 500 الف وأقل من ذلك لكل من الشرقية والجنوبية .
وهو امر بحاجة الى الوقوف عنده كثيرا من قبل الوزارة لتفعيل نشاطات المناطق الآخرى وخاصة فيما يتعلق بالمنتجات السياحية وخدماتها التي تكاد لا تقارن مع ما هو متواجد ضمن العاصمة دمشق .
السؤال الأهم :
أمام كل ما ذكر يبقى السؤال الأهم حول مدى تحقيق وزارة السياحة للنصف الثاني من مهامها ، فبعد ان نجحت بشكل لافت النصف الأول من مهامها من خلال جذب اعداد اكبر من السياح الى سوريا ، هل نجحت في تقديم الخدمات السياحية الامثل لهم ؟ وهل رضوا بهذه الخدمات فعلا ؟
هذا السؤال الذي لن نعرف نتائجه خلال الفترة القريبة ، سيؤثر في حال كان ايجابيا او سلبيا على مؤشرات السياحة في الفترة المتوسطة ، لكن المتتبع للأمور يدرك جيدا بان لا المنتجات السياحية ولا الخدمات المقدمة قد نمت في عام واحد بنفس النسبة التي نمى بها عدد السياح خلال العام الماضي والتي وصلت الى 63% كما سبق و أشرنا ، وهو يعتبر بلغة الرياضيات تراجع فيما يتم تقديمه للسائح الواحد ، ناهيك عن ان الاسعار السياحية المتداولة في سوريا اليوم تترك اكثر من اشارة استفهام خاصة اذا ما قورنت مع الأسعار المتوفرة في البلدان المجاورة لنا.
وعليه فعلى الوزارة ان تولي اهتماما أكثر بموضوع الاستثمار السياحي في البلاد ، الذي نعتقد بانه لا زال يحتاج الى الكثير من العمل ،وان كانت تقيم سنويا مؤتمرا للاستثمار السياحي ، الا ان الامر قد يتطلب ما هو اكثر من ذلك ، وليس من الخطأ ان نروج لهذا الاستثمار كما نروج للسياحة ، خاصة بان نتائج الربحية الحالية مبشرة ، وما الدليل على ذلك الا حجم الانفاق الذي قدرته وزارة السياحة للسياح خلال الستة اشهر الاولى من العام الحالي والذي تجاوز 170 مليار ليرة سورية.
كما لابد ان يترافق هذا الاهتمام مع تطور نوعي في عمل المكاتب السياحية الخاصة التي على ما يبدو بأنها قد تناست ان مهامها لا تقتصر على ارسال السوريين الى الخارج ، بقدر ما هي بالاساس للترويج لسوريا في الخارج ، وما الدليل على ذلك الا العدد القليل للمجموعات السياحية مقارنة مع العدد الاجمالي للسياح ، فمن أصل 4 مليون سائح ناموا ملايين الليالي الفندقية هناك 650 الف ليلة فندقية فقط تمت من خلال مجموعات سياحية نظمتها مكاتب سياحة وسفر ، فيما نظم البقية طريقة سياحتهم في سوريا كل على طريقته .
طفرة في العدد ، والزيادة وصلت الى مليون ونصف سائح :
لعل أهم ما يميز العام 2010 هو تلك الطفرة الغير مسبوقة في تطور عدد السياح القادمين الى سوريا ، فبعد نسب نمو هامة خلال الاعوام الماضية تراوحت بين 25و 40% ، سجلت احصاءات الوزارة ما يقارب 4 مليون سائح قدموا الى سوريا وامضوا فيها أكثر من يوم واحد خلال الستة أشهر الأولى ، مقابل نحو 5.2 مليون سائح خلال نفس الفترة من العام السابق وبنسبة نمو وصلت الى 63% في عام واحد فقط .
ولتحليل هذه الطفرة ومعرفة السبب الذي أدى الى زيادة السياح بنحو مليون ونصف سائح في عام واحد فقط ، يمكننا قراءة هذه الزيادة باعادتها الى مصادرها اذ تشير الاحصاءات بانها قد توزعت بين زيادة بنحو 700 الف للسياح العرب و500 الف للسياح الاجانب ونحو 300 الف للمغترب السوريين ، وبذلك نستطيع ان نصنف الاسباب التي ادت الى الزيادة ضمن المحاور الاربع التالية :
الأول : ويتعلق بالحملة الترويجية الضخمة التي نظمتها وزارة السياحة خلال العام الماضي في الاسواق الرئيسية للسياح في العالم ، وبما ان الترويج هو احد اهم عناصر استقطاب السياح ، نجحت الوزارة بما استقطبته من سياح في النصف الاول من مهامها والمتعلق بتحفيز السائح ' الاوروبي خاصة ' لزيارة سوريا ، ولعل اكبر دليل على ذلك ان الزيادة النسبية الأهم في عدد السياح قد جاءت من الدول الاجنبية بنحو 100% مقارنة مع العام الماضي ، اذ استقبلت سوريا ما يزيد عن 1.1 مليون سائح اجنبي في مقابل نحو 550 الفا في الستة أشهر الأولى من العام الماضي ، وبنفس النسبة تقريبا نمى عدد السياح الاوروبيين من 300 الف الى نحو 600 الف.
الثاني : ويتعلق اساسا بالغاء التأشيرة مع كل من ايران وتركيا ، والتي بدأنا نجني ثمارها سياحيا اعتبارا من العام الحالي ، كيف لا وعدد السياح القادمين من كل من تركيا وايران قد شهد زيادة غير مسبوقة تصدر معها البلدان ، قائمة الدول الأكثر تطورا نسبيا في عدد سائحيها مع نسبة نمو وصلت الى 175% بالنسبة لتركيا و 141% بالنسبة لايران ، حصلا من خلالها على النصيب الاكبر من الزيادة في عدد السياح الاجانب التي اشرنا اليها في المحور الأول
الثالث : اما فيما يتعلق بالسبب الذي أنتج زيادة في عدد السياح العرب بمقدار 700 الف سائح وبنسبة نمو وصلت الى 43% خلال الستة أشهر الأولى من العام الحالي ، فيمكننا اعادته الى استفادة سوريا من عوامل الجذب السياحي الموجودة في الدول المجاورة والتي تحتم الجغرافيا مرور السياح عبر سوريا للوصول اليها ، صحيح ان الاحصاءات كلها لا تأخذ بعين الاعتبار هؤلاء السياح الذين عبروا بنفس اليوم ' دون مبيت ' من سوريا الى الدول المجاورة ، لكن الصحيح ايضا بان هذه الطريقة في الحساب قد لا تأخذ بعين الاعتبار ساعة المرور فاذا ما دخل السائح قبيل منتصف الليل الى البلاد وغادرها بعدها قد يدخل ضمن الحسبة المذكورة ، وخاصة فيما يتعلق بالسياح العرب الوافدين الى لبنان ، ناهيك عن هؤلاء العابرين الى تركيا عبر سوريا برا ، والذين استفادت منهم سوريا بالمنامة في اراضيها بسبب طول المسافة ' وهذا من حقها ' .
وان كان جزء من الزيادة في عدد السياح العرب يعود الى ما ذكر ، فيجب الا ننكر ان تحسن العلاقة مع لبنان اعادت من جديد الاعداد الوافدة منها الى ارقام قياسية ، حالها حال الاردن التي ساهم تخفيض التعرفة على السيارات معها الى زيادة غير مسبوقة في عدد الوافدين منها ، تصدر معها الجاران قائمة الدول العربية الاكثر زيادة في عدد سياحها القادمين الى سوريا مقارنة بالعام الماضي مع نسب نمو وصلت الى 90 % لكل من البلدين .
الرابع : اما السبب الرابع والاخير فيعود الى الزيادة المنطقية في عدد السوريين المغتربين خلال الفترة المذكورة والذي نمى بنحو 300 الف ليصل معه عدد المغتربين السوريين الذين زاروا البلاد الى 700 ألف مغترب سوري ' مع توقعات بان يرتفع العدد خلال النصف الثاني من العام الحالي '
دمشق أولا :
من جهة آخرى كان لافتا من حيث وجهات السياح القادمين الى سوريا ، بان مدينة دمشق تتصدر القائمة بشكل لافت بعد ان زارها نحو 8.1 مليون سائح خلال الستة اشهر الاولى من العام الحالي مستحوذة على نحو 45% من السياح العرب والاجانب القادمين الى البلاد ، تليها المنطقة الشمالية بنحو 700 الف سائح ثم المنطقة الساحلية ' التي تتقدم مرتبتها في النصف الثاني من العام ' بنحو 600 الف سائح فالوسطى بنحو 500 الف وأقل من ذلك لكل من الشرقية والجنوبية .
وهو امر بحاجة الى الوقوف عنده كثيرا من قبل الوزارة لتفعيل نشاطات المناطق الآخرى وخاصة فيما يتعلق بالمنتجات السياحية وخدماتها التي تكاد لا تقارن مع ما هو متواجد ضمن العاصمة دمشق .
السؤال الأهم :
أمام كل ما ذكر يبقى السؤال الأهم حول مدى تحقيق وزارة السياحة للنصف الثاني من مهامها ، فبعد ان نجحت بشكل لافت النصف الأول من مهامها من خلال جذب اعداد اكبر من السياح الى سوريا ، هل نجحت في تقديم الخدمات السياحية الامثل لهم ؟ وهل رضوا بهذه الخدمات فعلا ؟
هذا السؤال الذي لن نعرف نتائجه خلال الفترة القريبة ، سيؤثر في حال كان ايجابيا او سلبيا على مؤشرات السياحة في الفترة المتوسطة ، لكن المتتبع للأمور يدرك جيدا بان لا المنتجات السياحية ولا الخدمات المقدمة قد نمت في عام واحد بنفس النسبة التي نمى بها عدد السياح خلال العام الماضي والتي وصلت الى 63% كما سبق و أشرنا ، وهو يعتبر بلغة الرياضيات تراجع فيما يتم تقديمه للسائح الواحد ، ناهيك عن ان الاسعار السياحية المتداولة في سوريا اليوم تترك اكثر من اشارة استفهام خاصة اذا ما قورنت مع الأسعار المتوفرة في البلدان المجاورة لنا.
وعليه فعلى الوزارة ان تولي اهتماما أكثر بموضوع الاستثمار السياحي في البلاد ، الذي نعتقد بانه لا زال يحتاج الى الكثير من العمل ،وان كانت تقيم سنويا مؤتمرا للاستثمار السياحي ، الا ان الامر قد يتطلب ما هو اكثر من ذلك ، وليس من الخطأ ان نروج لهذا الاستثمار كما نروج للسياحة ، خاصة بان نتائج الربحية الحالية مبشرة ، وما الدليل على ذلك الا حجم الانفاق الذي قدرته وزارة السياحة للسياح خلال الستة اشهر الاولى من العام الحالي والذي تجاوز 170 مليار ليرة سورية.
كما لابد ان يترافق هذا الاهتمام مع تطور نوعي في عمل المكاتب السياحية الخاصة التي على ما يبدو بأنها قد تناست ان مهامها لا تقتصر على ارسال السوريين الى الخارج ، بقدر ما هي بالاساس للترويج لسوريا في الخارج ، وما الدليل على ذلك الا العدد القليل للمجموعات السياحية مقارنة مع العدد الاجمالي للسياح ، فمن أصل 4 مليون سائح ناموا ملايين الليالي الفندقية هناك 650 الف ليلة فندقية فقط تمت من خلال مجموعات سياحية نظمتها مكاتب سياحة وسفر ، فيما نظم البقية طريقة سياحتهم في سوريا كل على طريقته .