فوفو
03-17-2011, 01:15 PM
http://www.algamal.net/Files/Articles/2010_12/8261_large.jpg
ربما تساءل كثير من مشاهدي المسلسل الشامي الشهير «باب الحارة» في جزئه الخامس الذي عرض مؤخرا في الموسم الدرامي الرمضاني، مستفسرا عن اسم تلك الحلويات الكروية الذهبية اللون وشقيقتها الدائرية الرفيعة البنية اللون، التي ظهرت على صواني كبيرة في مشهد لنساء حارة الضبع وهن في زيارة تهنئة لفريال خانم بمناسبة زفافها من ابن عمها مأمون بك، وسيجد السائل الجواب حتما عندما يزور دمشق وتحديدا سوق الشيخ محيي الدين الشعبي؛ حيث سيجد هذه الحلويات الشعبية الدمشقية البسيطة، وإذا ما سأل عن اسمها قبل أن يتذوقها فسيأتيه الجواب إنها «العوامة» و«المشبك» وسيزيد فضوله ليتذوقها خاصة وهو يشاهد «حلاونجية دمشق» المتخصصين بها يحضرونها بشكل مباشر أمام زبائنهم وبمختلف مراحلها من بداية تحضير مكوناتها الأولى، وحتى النضج النهائي، ليحصل عليها ساخنة طازجة، إذ يتفنن مصنعو الحلويات الدمشقيون عادة في تحضير كثير من أنواع الحلويات الشرقية والشعبية البسيطة رخيصة الثمن، وتلك المرتفعة الثمن التي تحتاج لمواد إضافية في إعدادها، ومنها «العوامة» و«المشبك» التي اشتهر بها عدد من محلات منطقة الشيخ محيي الدين على سفوح جبل قاسيون بتحضيرها وبيعها حيث تعرض العوامة بشكلها الكروي الذهبي والمشبك المميز بلونه البني الفاتح وبالشكل الشبيه بالعيدان المدورة وبأقطار لا تتجاوز 1 إلى 2 سم.
ومن أشهر محضري هذه الحلويات البسيطة، الدمشقي موسى الحلبي (أبو محمود) وهو حفيد مبتكر هذا النوع من الحلويات الذي تحدث قائلا: «تحضر العوامة من دقيق القمح والخميرة والماء الساخن ويتم خلط هذه المواد وخفقها بشكل يدوي وتترك لمدة نصف ساعة حتى تختمر وتقلى نصف قلية بالزيت النباتي، ومن ثم نتركها حتى يصبح لونها أحمر ليكتمل طهيها بالقلي وظهورها على شكل كرات صغيرة ويكون ذلك بشكل يدوي ومن خلال مهارة المصنع حيث نستخدم الملعقة وأصابع اليد التي تقولبها على شكل دائري ونتلقفها بالملعقة لتوضع في وعاء القلي فتطهى بعد نحو خمس دقائق وتسحب من الزيت وهي بشكلها الدائري، وتغطس فيما بعد بالقطر وعادة يتحكم المحضر في لب العوامة من داخلها وحسب رغبات الزبائن فإذا كان المطلوب أن يكون اللب رخوا عجينيا فنقوي نار الموقد تحت وعاء القلي أما إذا المطلوب أن يكون مقمرا جافا فنضعف نار الموقد تحت الوعاء.
أما المشبك فيحضر من السميد والطحين والماء الساخن.. يتم خلط هذه المواد وتوضع داخل قالب مصنع من الخشب والحديد وأقوم بضغطه حسب الحجم وحسب طلبات الزبائن بالنسبة للوزن.
فالبعض يطلب كيلو أو نصف كيلوغرام من المشبك فنحضره له بالقالب المعدني من الخليط الجاهز لدينا بشكل مباشر ويقلى بالزيت حتى يصبح لونه أحمر ويضاف له بعد ذلك القطر، وهناك عادة قوالب كبير وصغيرة بحيث ينتج المشبك بعدة أقطار حسب قطر القالب ورغبة الزبائن ونفس الشيء بالنسبة للبه حيث يمكن أن يكون مقمرا أو رخوا عجينيا، وهناك من يضيف للمشبك بعد تجهيزه ماء الورد وجوز الهند الأبيض الناعم لزيادة نكهته اللذيذة ولكن الأفضل - يقول أبو محمود - ألا تضاف أي مكسبات طعم له؛ فهو أطيب وألذ مذاقا بحالته العادية البسيطة، ويرى أبو محمود أن إقبال الناس على تناول هذا النوع من الحلويات البسيطة خاصة في الفصول الباردة وفي شهر الصيام، لأنها تمدهم بالقوة والنشاط طيلة النهار وفترة الصيام لغناها بالمواد السكرية»، ومن الأنواع المشابهة للمشبك هناك «الأصابع» وتحضر من الطحين والسمنة والخميرة ولا يضاف لها الماء كما هو الحال بالمشبك والعوامة، وبعد ذلك تقطع باليد ويتم طهيها بزيت القلي لمدة نصف ساعة ومن ثم تصفى بالمصفاة وتقلى بالزيت ولها نكهة مميزة، وهناك أيضا «العوامة كعك» وتسمى أحيانا الزلابية وهي ذات شكل مجعد مميز.
ويقول أبو محمود: «إن العوامة والمشبك حلويات دمشقية عريقة حتى أن جدي الذي ابتكرها في ورشته واشتهرت من خلاله في أحياء دمشق الشعبية كالميدان والشاغور والعمارة، توفي عن عمر 115 سنة وهو يبيع العوامة والمشبك في محلنا هذا بمنطقة الشيخ محيي الدين وأنا ورثت تحضير هذه الحلويات عن أبي وجدي».
ويبرهن أبو محمود على عراقة العوامة وتخصص جده بتصنيعها منذ عشرات السنين التي يطلق الدمشقيون عليها «حلويات أبو محمود الضهر» من خلال تسمية زقاق في الحارة باسم طلعة الضهر نسبة لجد موسى الذي عرف في منطقة الصالحية الدمشقية التي تقع فيها حارة الشيخ محيي الدين بلقب الضهر.
ومع أن العوامة والمشبك - يقول أبومحمود - تلقب بأنها «حلويات الفقير كون أسعارها رخيصة قياسا بالحلويات العربية التقليدية والشرقية كالبقلاوة والمعمول وغيرها، فإنها ولطيب مذاقها فزبائنها صاروا في السنوات الماضية من كل فئات المجتمع، فمنهم الأثرياء ومتوسطو الدخل وليس الفقراء فقط، حتى أن البعض يشبهها بساندويتش الفلافل»، تلك الوجبة الشعبية السريعة والرخيصة الثمن قياسا بالوجبات السريعة الأخرى المكونة من اللحوم التي تلقى شعبية واسعة من كل فئات المجتمع السوري.
ربما تساءل كثير من مشاهدي المسلسل الشامي الشهير «باب الحارة» في جزئه الخامس الذي عرض مؤخرا في الموسم الدرامي الرمضاني، مستفسرا عن اسم تلك الحلويات الكروية الذهبية اللون وشقيقتها الدائرية الرفيعة البنية اللون، التي ظهرت على صواني كبيرة في مشهد لنساء حارة الضبع وهن في زيارة تهنئة لفريال خانم بمناسبة زفافها من ابن عمها مأمون بك، وسيجد السائل الجواب حتما عندما يزور دمشق وتحديدا سوق الشيخ محيي الدين الشعبي؛ حيث سيجد هذه الحلويات الشعبية الدمشقية البسيطة، وإذا ما سأل عن اسمها قبل أن يتذوقها فسيأتيه الجواب إنها «العوامة» و«المشبك» وسيزيد فضوله ليتذوقها خاصة وهو يشاهد «حلاونجية دمشق» المتخصصين بها يحضرونها بشكل مباشر أمام زبائنهم وبمختلف مراحلها من بداية تحضير مكوناتها الأولى، وحتى النضج النهائي، ليحصل عليها ساخنة طازجة، إذ يتفنن مصنعو الحلويات الدمشقيون عادة في تحضير كثير من أنواع الحلويات الشرقية والشعبية البسيطة رخيصة الثمن، وتلك المرتفعة الثمن التي تحتاج لمواد إضافية في إعدادها، ومنها «العوامة» و«المشبك» التي اشتهر بها عدد من محلات منطقة الشيخ محيي الدين على سفوح جبل قاسيون بتحضيرها وبيعها حيث تعرض العوامة بشكلها الكروي الذهبي والمشبك المميز بلونه البني الفاتح وبالشكل الشبيه بالعيدان المدورة وبأقطار لا تتجاوز 1 إلى 2 سم.
ومن أشهر محضري هذه الحلويات البسيطة، الدمشقي موسى الحلبي (أبو محمود) وهو حفيد مبتكر هذا النوع من الحلويات الذي تحدث قائلا: «تحضر العوامة من دقيق القمح والخميرة والماء الساخن ويتم خلط هذه المواد وخفقها بشكل يدوي وتترك لمدة نصف ساعة حتى تختمر وتقلى نصف قلية بالزيت النباتي، ومن ثم نتركها حتى يصبح لونها أحمر ليكتمل طهيها بالقلي وظهورها على شكل كرات صغيرة ويكون ذلك بشكل يدوي ومن خلال مهارة المصنع حيث نستخدم الملعقة وأصابع اليد التي تقولبها على شكل دائري ونتلقفها بالملعقة لتوضع في وعاء القلي فتطهى بعد نحو خمس دقائق وتسحب من الزيت وهي بشكلها الدائري، وتغطس فيما بعد بالقطر وعادة يتحكم المحضر في لب العوامة من داخلها وحسب رغبات الزبائن فإذا كان المطلوب أن يكون اللب رخوا عجينيا فنقوي نار الموقد تحت وعاء القلي أما إذا المطلوب أن يكون مقمرا جافا فنضعف نار الموقد تحت الوعاء.
أما المشبك فيحضر من السميد والطحين والماء الساخن.. يتم خلط هذه المواد وتوضع داخل قالب مصنع من الخشب والحديد وأقوم بضغطه حسب الحجم وحسب طلبات الزبائن بالنسبة للوزن.
فالبعض يطلب كيلو أو نصف كيلوغرام من المشبك فنحضره له بالقالب المعدني من الخليط الجاهز لدينا بشكل مباشر ويقلى بالزيت حتى يصبح لونه أحمر ويضاف له بعد ذلك القطر، وهناك عادة قوالب كبير وصغيرة بحيث ينتج المشبك بعدة أقطار حسب قطر القالب ورغبة الزبائن ونفس الشيء بالنسبة للبه حيث يمكن أن يكون مقمرا أو رخوا عجينيا، وهناك من يضيف للمشبك بعد تجهيزه ماء الورد وجوز الهند الأبيض الناعم لزيادة نكهته اللذيذة ولكن الأفضل - يقول أبو محمود - ألا تضاف أي مكسبات طعم له؛ فهو أطيب وألذ مذاقا بحالته العادية البسيطة، ويرى أبو محمود أن إقبال الناس على تناول هذا النوع من الحلويات البسيطة خاصة في الفصول الباردة وفي شهر الصيام، لأنها تمدهم بالقوة والنشاط طيلة النهار وفترة الصيام لغناها بالمواد السكرية»، ومن الأنواع المشابهة للمشبك هناك «الأصابع» وتحضر من الطحين والسمنة والخميرة ولا يضاف لها الماء كما هو الحال بالمشبك والعوامة، وبعد ذلك تقطع باليد ويتم طهيها بزيت القلي لمدة نصف ساعة ومن ثم تصفى بالمصفاة وتقلى بالزيت ولها نكهة مميزة، وهناك أيضا «العوامة كعك» وتسمى أحيانا الزلابية وهي ذات شكل مجعد مميز.
ويقول أبو محمود: «إن العوامة والمشبك حلويات دمشقية عريقة حتى أن جدي الذي ابتكرها في ورشته واشتهرت من خلاله في أحياء دمشق الشعبية كالميدان والشاغور والعمارة، توفي عن عمر 115 سنة وهو يبيع العوامة والمشبك في محلنا هذا بمنطقة الشيخ محيي الدين وأنا ورثت تحضير هذه الحلويات عن أبي وجدي».
ويبرهن أبو محمود على عراقة العوامة وتخصص جده بتصنيعها منذ عشرات السنين التي يطلق الدمشقيون عليها «حلويات أبو محمود الضهر» من خلال تسمية زقاق في الحارة باسم طلعة الضهر نسبة لجد موسى الذي عرف في منطقة الصالحية الدمشقية التي تقع فيها حارة الشيخ محيي الدين بلقب الضهر.
ومع أن العوامة والمشبك - يقول أبومحمود - تلقب بأنها «حلويات الفقير كون أسعارها رخيصة قياسا بالحلويات العربية التقليدية والشرقية كالبقلاوة والمعمول وغيرها، فإنها ولطيب مذاقها فزبائنها صاروا في السنوات الماضية من كل فئات المجتمع، فمنهم الأثرياء ومتوسطو الدخل وليس الفقراء فقط، حتى أن البعض يشبهها بساندويتش الفلافل»، تلك الوجبة الشعبية السريعة والرخيصة الثمن قياسا بالوجبات السريعة الأخرى المكونة من اللحوم التي تلقى شعبية واسعة من كل فئات المجتمع السوري.