منتدى مركز أسنان الدولي

منتدى مركز أسنان الدولي (https://www.assnan.com/phpp2/index.php)
-   المنتدى المفتوح (https://www.assnan.com/phpp2/forumdisplay.php?f=42)
-   -   غزة الجريحة ودعوة للتطرف (https://www.assnan.com/phpp2/showthread.php?t=2191)

asnanaka 01-07-2009 11:26 AM

غزة الجريحة ودعوة للتطرف
 
دعوة للتطرف ..

https://syria-news.com/gallery/photo/art_gaza.jpgالحقيقة ان ما يجري اليوم في غزة يدعو للتفكير في المشكلة بشكل اعم واشمل خارج اطار غزة وخارج اطار القضية الفلسطينية حتى.

ما نشاهده على شاشات التلفزيون من نتائج شاذة ووحشية بعيدة كل البعد عن الانسانية والاخلاق والمنطق ، هي لدليل قاطع بانه من يقف على ادارة هذا العالم مجموعة من الحمقى المنحرفين من اصحاب الامراض النفسية المزمنة والخطرة.

ويثبت ان كل النظام العالمي والمؤسسات الدولية هي عبارة عن دكتاتورية كبيرة وضخمة يتحكم بها مجموعة من المجانين غير الاسوياء نفسيا وغالبا هم من نوع المجرمين الساديين المجردين من كل حس انساني ، نجحوا عبر العصور في خلق "مؤسسات " صورية، لا تختلف عن تلك الموجودة في بلداننا العربية ، كل ما تفعله هذه المؤسسات هي تأديب من يخرج عن السياق ويخالف ارادة "الحاكم" القوي.

هؤلاء المجانين المعتوهين يهتمون بنا منذ الولادة في ادخالنا في ما يمكن تسميته بالتنميط ، الكلمة التي يمكنني تبسيطها بان نتخيل انفسنا علب من كرتون على خط للانتاج تسير في مسارات محددة وتطبق علينا عمليات مدروسة ودقيقة منذ ان نكون مواد اولية ( نطاف وبويضة ) وصولا الى انتهاء مدة صلاحيتنا وموتنا.

ويستخدم هؤلاء كل فنون "التنظير" من نفاق وكذب وخداع ، لتهذيب كل ما هو ممانع ومتمرد فينا ، يروضوننا ببساطة وينمّون فينا "الانسان" الذي يعتبرونه ضعيفا ، مرتبة ادنى منهم هم الاقوياء ، فكلما كرسوا مفاهيم مثل الدين ، القانون ، السلام ، المحبة ، والعدالة ، الحرية ، بعد ان يتلاعبوا بها ويحولونها الى مجرد خزعبلات على مبدأ "الحق الذي يراد به باطل" ، يزيدوا من سيطرتهم ويحكموا قبضتهم علينا نحن المغلوب على امرنا.

لانه ببساطة نطبق هذه المفاهيم على بعضنا بعضا ، وهي موجودة لكي تحكم العلاقات فيما بين الناس المتشابهين ( في ضعفهم ) ، ولكن الاقوياء ( مع الاسف ) هم حقيقة من يتجرد من كل هذه المفاهيم و"يسموا" فوقها ويتعامل معها على انها ادوات للحكم والسيطرة.

وهكذا ينشغل بعضنا بحقوق القطط والكلاب والسعادين والبعض الاخر بالمطالبة بحقوق الشاذين جنسيا ونكاح المثلين ، واخرين يهتمون وينشغلون جدا في قضايا مثل تحليل ان يلبس الاخ "شحاطة اخته" خوفا من ان يزني بها .. ، ونرى "مبسوطين" ان في هذا دلالة واضحة على تطور "الانسان" فينا ..

وفي واقع الامر انهم يرسمون لنا حدود المساحة الضيقة التي نتحرك فيها ونجد انفسنا منذ الولادة مأسورين وسجناء ضمن قيود تلبس اشكالا مختلفة ، ولكنها في جوهرها محددات واسوار ضرورية لكي تحجب الحقيقة عنا..

اني اعارض بشدة قول "ولادة الناس احرارا" ، وعلى العكس تماما نحن مجموعة من العبيد المغلوب على امرنا تسير حياتنا في قوالب ومسارات ضيقة وجامدة مكبلين بقيود وسلاسل فولاذية يستحيل كسرها ، ومن يكسرها يصبح مثل الفار من السجن بحكم المؤبد اما ان يعاد الى السجن بعقوبة مشددة او يلاحق ويقتل.

برأي ان احداثا مثل تلك التي تجري في غزة ، يجب الا نعزلها عن سياقها التاريخي ، عن القضية الفلسطينية منذ نشأت الصهيونية في نهاية القرن التاسع عشر على يد تيودر هيرتسل الى يومنا هذا ، اذا اعدنا قرائتها ودققنا في تفاصيلها سنجد بالدليل القاطع بان البشرية كلها اسيرة ومكبلة وبان النظام العالمي والقواعد والمحددات التي تنظم العلاقات الانسانية باتت مشوهة وشاذة وغير مقبولة.

وهذا غير قابل للجدل ، لاني اذكركم بان الاعمال بنتائجها ، والنتيجة التي نراها على شاشات التلفزيون اليوم منذ 13 يوما تؤكد باننا بحاجة لجردة حساب جديدة ، وبان "كونت كونتي" الذي يعيش فينا يجب ان يتحرر ويرفع رأسه ليرى نور الشمس.

وعليه ليس هناك ما لا يمكن اعادة تقيمه والتفكير فيه لان ببساطة اية "تابوهيات " او " بديهيات" نعتقد بانها من المقدسات التي لا يمكن المساس بها ، قد تكون هي القيد الذي يجعلنا بائسين الى هذا الحد.

وحتى لا ابقى في العموميات ، تدفعنا مأساة غزة ( خاصة الجيل الشاب الذي ولد في "حقيقة " وجود الكيان المعروف باسم دولة اسرائيل ) ، تدفعنا المأساة الى ان نعيد التفكير في هذه "الحقيقة" ونراجع مواقفنا ومعتقداتنا من القضية الفلسطينية ، ومن وجود دولة اسرائيل ذاتها ويمكننا بناءا عليه ان نرفض من جديد ان تقوم هذه الدولة على ارض فلسطين ، خاصة اذا قرأنا تاريخها نشأتها جيدا ..

ولماذا نقبل بذلك ، قد تكون آلام غزة مخاض لولادة حقبة جديدة نستطيع ان نقول فيها "لا" .. لسنا موافقين على السلام مع اسرائيل ولسنا موافقين على قيام دولة اسرائيل اصلا ..

هذه فلسطين وفي العام 1920 ( مواليد جدي الذي ما زال على قيد الحياة ) كان اليهود فيها 3% فقط ، والتاريخ قريب والحقائق معروفة وهي في ذاكرتنا اذا اردنا استرجاعها وصولا الى "سوقِ" هذا الشعب الذي ذاك "المسلخ" الكبير الصغير الذي عرفناه باسم "غزة"
الحقائق موجودة ومصورة بالصوت والصورة هذه المرة ، لا بل تنقل الينا مباشرة ، فلماذا يجب علينا ان نقبل" ؟ لكي لا يقال عنا باننا ارهابيين .. ؟؟

للانهم "نمطونا" واصبح كل من يقول "لا" لارادتهم المنحرفة والمريضة ارهابي ، فنتبلد ونتجلد وندوس على احاسيسنا وانسانيتنا وكرامتنا وحتى نتجاوز مصالحنا ، لكي نكون متمدنين متحضرين .. ؟؟

"طز" في الحضارة وفي المدنية اذا كانت على هذه الشاكلة ، وهذا المرعى الذي تركوه لنا لا نريده ، واول ما يجب التمرد عليه لتصطلح امورنا هو هذا النظام العالمي المريض .؟؟

فكروا في هذه القوالب التي تحكمنا اليوم ، عمرها عقود فقط ، ان كانت الامم المتحدة وبعدها الجامعة العربية وكل ادوات الوهم هذه ، يمكن التمرد عليها ورفضها ، او على الاقل الدعوة لاصلاحها ، واذا كان لا امل فيها فعدم وجودها افضل لنا ، على الاقل نتساوى مع هؤلاء "الرعاع" .. "البرابرة" .. ، لنعود لشريعة الغاب فهي ارحم .. على الاقل نوظف طاقتنا في الاتجاه الصحيح في الاتجاه الذي يحمينا ويحافظ على مصالحنا و كرامتنا ..

هي شريعة الغاب التي تحكم والقوي يضع قواعد اللعبة ولا تصدقوا بان قويا سيضع في المحددات ما يضر بمصالحه او يقيدها او يحقق مصالح الضعيف ، فقط يمكن ان يوفروا لنا العظام حتى لا يسمعوا عوائنا ..

الحقيقة هذه دعوة عالمية لمراجعة الذات ، فالاغلبية على وجه الارض مضهدين مظلومين ومهضومة حقوقهم ، وبالنسبة لنا ، ليس هناك على الاطلاق ما يدعوا لكي نعطي بالمجان اي مكاسب لطرف اثبت انه عدو متوحش يتغذى على دماء اطفالنا ، وبعد ما حدث يجب ان تتغير الاهداف ، ولا يمكن ان يكون الهدف هو السلام ..

نحن وبالعدل والمنطق والحق لا نريد هؤلاء الصهاينة هنا على ارضنا ولا بجوارنا ، وهم اثبتوا عبر تاريخهم القصير القذر بانهم غير اهل للثقة ، ويجب ان نثبت لهم باننا لسنا اغبياء ولا جبناء وهناك الكثير لنفعله عكس ما يتصورون ..

وبالمناسبة لسنا بحاجة لاحزاب او انظمة لتقول لنا ما يجب ان نفعل ، اخرجوا من "التنميط" هذا وتعاملوا مع هذه القضية كاحرار بدون قيود ،هؤلاء يحتلون ارضنا ويقتلون اشقائنا واهلنا ، واضعف الايمان ان نرفض وجودهم في وجداننا وفي ثقافتنا ونزرع هذا في وجدان ابنائنا ، وان نبتعد عن قبول "دولة" اسرائيل في ادبياتنا، ولماذا نقبل بها هكذا بالمجان ..

وبدون قبولنا تأكدوا بان هذه الدولة لن يكن لها وجود في المستقبل ، وهم يدركون هذا تماما ، لذلك يركزون على عملية "التطبيع" التي تعني القبول ، هذا الهدف الاستراتيجي الذي ضحوا به بحماقة شديدة خلال السنتين الماضيتين وقضوا على كل بذور قبول ممكنة فينا ..

والصفات التي سيطلقونها علينا لا تهمنا ، سنخرج من "النمط" واهلا بالتطرف ولماذا لا نكون متطرفين لمصلحتنا مدافعين عنها حتى الموت.

فما الفائدة في ان نتقدم "للوسط" فيما يقبع عدونا في اقصى الطرف الاخر.

الحلول الوسط تتطلب خطوات من الطرفين ونحن لا نجد من الصهاينة سوى خطوات بالاتجاه المعاكس ..

فلماذا كرم الاخلاق هذا منا الذي في غير محله ، يجب ان نعود الى "الطرف" اي نتطرف لكي تتوازن الحالة، فوجودنا في الوسط اليوم هو انعدام للوزن وترجيح تام لوزن اعدائنا.

نضال معلوف

نقلاً عن موقع سيريا نيوز السوري

منار 01-09-2009 11:18 PM

تسلم إيديك وإيدين نضال...
طرح رائع وأعجبني جدا....


الساعة الآن 02:43 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمركز أسنانكَ الدولي - سورية

a.d - i.s.s.w