الحوار بين الآباء والأبناء
ينظر كل منا الى ابنائه على أنهم امتداد له في هذه الحياة، فهم الذين سيحملون اسماءنا وأحلامنا وآمالنا ويعمرون هذه الدنيا من بعدنا، وعلى هذا الاساس يبدو أن طموحات الوالدين لا تقف عند حد بذل غاية الجهد لخدمة أولادهم،
وإنما يريد أكثرهم ان يكون الابناء نسخة عنهم بل ويفاخرون بذلك.. وفي أحوال أخرى تحقيق أهداف عجز الاهل عن تحقيقها، حيث إن العلاقة القائمة بين الآباء والابناء يكون مردها إلى السلطة القمعية والوصاية ابتداء من فرض الآراء ـ وفي أحسن الاحوال يلجأ الأهل الى محاولة الاقناع بأن ما يرونه هو الافضل لمستقبل ابنائهم، وصولا الى الزام الابناء بتحقيق الغايات التي يحددها الأهل.. إننا في الوقت الذي نسعى فيه الى تقديم كل الاحتياجات لأولادنا: سواء منها المادية أوالمعنوية، لا بد ان ندرك حقيقة مفادها أن أبناء اليوم هم آباء المستقبل، ولا بد ان نعترف بحقوقهم من خلال الرعاية الجيدة والصحيحة وفق أسس تربوية سليمة تتيح لهم فرصة تكوين (شخصية) قد تكون مختلفة عن رؤيتنا حيث لا تخرج عن كونها شخصية متقدمة تعنى بالخير والمنفعة للذات والمجتمع والوطن. فالتربية اكثر ما تهتم بالدور الانساني والوجداني والمساعدة المستمرة لتحقيق ارادة قادرة على تحقيق الطموحات التي توجهها القدرات والامكانات والمواهب، وفي هذه الحال يكون التوجيه وتقديم النصح والارشاد دون قمع أو إكراه، حيث نأخذ بعين الاعتبار: أن هناك فروقات وتغيرات تفرضها المستجدات بين الاجيال وأساليب الحياة التي تتناسب مع الظروف والمعطيات، فالجيل الذي نشأ على ثقافة الإذاعة والسمع، غير الجيل الذي نشأ على التلفزيون (الصورة) والكمبيوتر وغيرها.. ولا بد أن نشير هنا الى أن تغير الوسائل ومستجداتها ـ لا يعني تغير أوتبدل الغايات.. غير ان تعدد هذه الوسائل وتنوعها بين السمع والرؤية أمور من شأنها ان تتيح معرفة أوسع وأشمل لدى الجميع كبارا وصغارا.. حيث اصبح اولادنا اليوم: لا يقفون عند القبول والرضا والتسليم بكل ما يمليه الأهل عليهم.. ولم يعد مجديا القول: لا تسمع هذا، ولا ترَ ذاك، وافعل هكذا، وجانب ذاك، وإنما لا بد من الاقناع والحوار الذي يؤكد على فسحة الحرية، والبحث عن منطق أكثر اقناعا بكل ما هو جيد ومفيد للمستقبل، ولم يعد خافيا أن المعاملة بالقسوة والاكراه تؤدي الى نتائج سلبية، وكذلك فإن توجيه النقد اللاذع والتجريح والتخويف، أصبح من الوسائل التي يرفضها الجيل الجديد، وإذا كنا نقول (الجديد) فهذا يعني ان من حقه تجديد تجاربنا والاضافة اليها على نحو أكثر تقدما بهدف تحقيق الغاية الابداعية.. من خلال التربية الجيدة السليمة والاشراف بحب ورعاية فإن أولادنا جميعا سوف يدركون تلقائيا ما هو الافضل ويبحثون عن حدود تبدو مرضية ومعقولة.. فلا حرية في أي سلوكات تسبب الأذى سواء للآباء أو الابناء أو المجتمع ما يعني حكما استمرار المبادئ والمرجعيات والحفاظ على جوهر الاخلاق التي تعزر كرامة الانسان واستقلال الأوطان.. وفي الوقت نفسه يدرك هؤلاء ان تجاوز تلك المبادئ والقيم الانسانية يؤدي الى خلل كبير لا تحمد عقباه حيث يكون الجيل أول من يدفع الثمن باهظا.. هناك قضايا متعددة تشغل الأهل والابناء ولا بد من الحوار والمشاركة لتحقيق الأفضل. مهما كانت العقبات والصعوبات.. فالحوار وطرح التساؤلات مقدمة لخوض التجربة الفاعلةفي إطارالقوانين الناظمة لحياة الفرد والمجتمع.. بعيدا عن التجارب المريرة التي تدفع الى مزيد من الخوف والقلق للجميع، ويبقى الأهل في كل الاحوال مبتدأ المبادرة لرعاية كريمة يعلمون الأولاد ويتعلمون منهم، وقد يتقدم الأولاد على أهلهم في بعض الاسر، والعكس صحيح، ما يعني ان الحوار يؤتي فائدته في الحالتين ويقدم كل طرف افضل ما عنده من علم ومعرفة تمهد الطريق الأفضل للمسير باتجاه المستقبل الذي يكفل تحقيق الذات والطموحات في اطار مجتمع متقدم. |
موضوع خطييييييييييييييييييييير ورائعععععععععععععععععععععععععع ععععععععععععععععععععععع
ميرسىىىىىىىىىىىىىىىى قووووووووووووووى ليك |
الساعة الآن 02:20 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمركز أسنانكَ الدولي - سورية