زراعة قوقعة الأذن الداخلية بين الحقيقة والوهم
تعد زراعة قوقعه الأذن الداخلية ( Cochlear Implant) بإدخال جهاز الإلكتروني في دهليز قوقعة الأذن هو نقله علميه وطبيه غير مسبوقة في عالم الجراحة والتدخل الطبي لعلاج الإعاقات العصبية. وتعد زراعة قوقعة الأذن هي الأقرب تأهيليا لتحويل المعاق إلى حد كبير إلى الوضع الطبيعي عند الإنسان. فالإعاقة السمعية وبشكل مبسط تنقسم إلى إعاقة سمعية توصيلية (conductive Hearing Loss) وغالبا تكون بسبب الالتهابات في الأذن الوسطى و إعاقة سمعية عصبية حسية (sensory Neural Hearing Loss) وغالبا تكون بسبب العامل الصمم الوراثي و الإعاقة السمعية المشتركة فيما تقدم(mixed Hearing Loss ). وإذا عرضنا في هذا المقال علاج الصمم الوراثي فقط فإننا نواجه مشكلة حقيقية وخاصة في الدول النامية، وهو عملية الكشف والتشخيص المبكر لهذه الإعاقه والتي تعتبر نسبة حدوثها عند الأطفال أعلى بكثير من مثيلها في الدول المتقدمة. وبعد الولادة يلاحظ أهل الطفل انه لا يستجيب للضوضاء والأصوات المحيطة به أو يلاحظ عدم تقدمه اللغوي وقد يكون ذلك وللأسف بعد مدة طويلة من الزمن قبل الكشف الطبي والسمعي للطفل المعاق سمعيا. وبالطبع نحن نطمح بوجود برنامج كشف مبكر للصمم في المملكة بعد الولادة مباشرة أو على الأقل في الشهور الأولى من عمر الطفل الأصم، وهنالك عدة طرق للتوصل إلى التشخيص المبكر، ومما لا يتسع له المقال ولكن يمكن تحديد درجة الإعاقه و الحاجة لتأهيل الطفل باستخدام المعينات السمعية إذا توفر وجود أخصائي سمعيات متمكن والطفل المعاق سمعيا بحاجة إلى برنامج تدريبي حتى يقبل بوجود المعينات السمعية حول أذنيه وبذلك تتم الفائدة بإيصال الأصوات إلى الجهاز السمعي وتنبيه المراكز السمعية العليا في المخ. وفي معظم حالات الصمم الوراثي الشديد فان المعينات السمعية لا تجدي في توصيل الأصوات المسموعة وبدرجة كافيه أو واضحة للاستفادة منها في تكوين اللغة واكتساب مهارة التواصل والحوار كالتي عند الأطفال العاديين وذلك بسبب الخلل التكويني التخلقى للخلايا السمعية بداخل القوقعة. فعند التحدث عن الحقيقة في قضية زراعة قوقعة الأذن فانه لا مجال للشك بان التقدم التكنولوجي في مجال الحاسب الآلي والكهرباء المغناطيسية أدى إلى نجاح كبير ونقلة طبية كبيرة يتم فيها تنبيه عصب السمع والخلايا السمعية في المراكز العليا مباشرة دون الحاجة إلى وجود خلايا سمعيه بداخل القوقعة والتي بواسطتها يستطيع الأصم أن يسمع الأصوات بدرجة واضحة وقويه بالمقارنة بالمعينات السمعية والتي تضخم الصوت كالمكبر بداخل قناة الأذن فقط لا غير، والحقيقة أيضا في هذه القضية أن الغرسه الإلكترونية تتكون من جهاز يزرع في الجسم خلف الأذن ويدخل بدهليز القوقعة سلك بعدة أقطاب والذي ينبه العصب كهربائيا ومباشرة بالاضافه إلى جهاز حاسوب صغير ويسمى معالج الكلام(speech Processor ) خلف الأذن والذي يحول الصوت المسموع إلى موجات كهر ومغناطيسية والوهم عند كثير من الناس أن زراعة القوقعة تؤدي إلى التخلص من الأجهزة الخارجية حول الأذن وهذا فهم خاطئ. والوهم أيضا في زراعة القوقعة أنها غير مجديه ولكن الحقيقية انه يمكن تحقيق الفائدة منها بوجود تأهيل مستمر من قبل فريق تأهيلي مكون من مدرسين للتربيه الخاصة في مجال الفقد السمعي بالاضافه إلى أخصائي التخاطب والمتخصصين في هذا المجال، ولا ننسى بالطبع دور الوالدين و أسرة الطفل في التعامل وتشجيع الحوار واستخدام لغة الشفاه بدلا من الإشارة قدر الإمكان. كما يجب الإشارة إلى أن الوهم في تحقيق النجاح بإلقاء التبعية التأهيلية من قبل الأسرة على الفريق الطبي والتأهيلي وبالطبع أن الجهد مشترك بين الجميع ولمدة تزيد عن سنتين أو ثلاث سنوات للبدء في تكوين اللغة والمقدرة على الحوار مع الآخرين. والحقيقة في قضية الزراعة إنها عمليه ليست بالصعبة ولكن يجب إن تكون مدعومة بالخبرة الجراحية والوهم و الخطا في التصور إنها قد تودي إلى مشاكل طبيه خطيرة وقد تطورت الجراحة والزمن اللازم لأجراء عملية بشكل فعال خلال العشرة سنوات الماضية. وهذه بعض التصورات بين الحقيقة والوهم لدى كثير من الأسر أو المرضى عن زراعة قوقعه الأذن الإلكترونية والتي نرجوا انه قد تم شرحها وبشكل مبسط في هذه العاجلة غير أن الفريق الطبي المعالج لديه ألا مكانيه والخبرات لمزيد من الشرح للصم أو أسرهم قبل وبعد عملية الزراعة التفصيل. |
الساعة الآن 01:56 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمركز أسنانكَ الدولي - سورية