عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 08-23-2006
  #1
asnanaka
Administrator
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 7,127
إرسال رسالة عبر MSN إلى asnanaka إرسال رسالة عبر Skype إلى asnanaka
افتراضي تفهم مرحلة المراهقة يجنبك مخاطرها

لمعرفة تعد المراهقة من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان ضمن أطوار حياته المختلفة التي تتميز بالتجدد المستمر، الارتقاء في درجات الصعود نحو الكمال الإنساني، ويكمن الخطر في هذه المرحلة التي تنتقل بالإنسان من الطفولة إلى البلوغ،




في التغيرات في مظاهر النمو المختلفة (الجسمية والفسيولوجية والعقلية والاجتماعية والانفعالية والدينية والخلقية)، ولما يتعرض له الإنسان فيها من صراعات متعددة، داخلية وخارجية.

المزيد عن هذه المرحلة واضطراباتها والتغيرات التي تطرأ على الإنسان خلالها وجوانب أخرى منها التقت بـ د. محمد سامح اختصاصي الأمراض النفسية في مستشفى بلهول التخصصي حيث تحدث قائلا:إن المراهقة هي مرحلة التحول من الطفولة للشباب، وهي تمتد من سن 12 - 20 سنة من العمر،

أي عندما يكتمل النمو الجسدي والفيزيولوجي للفرد، أثناء هذه المرحلة ينمو المراهقون جسدياً فيأخذ الطفل شكل الذكر الكامل وتأخذ الطفلة شكل الأنثى الكاملة، ويتم النضوج جنسياً ويتحول الطفل إلى شخص ناضج قادر على ممارسة حياته الجنسية كرجل وكامرأة، وأيضا يحدث الاكتمال العقلي بانتهاء هذه المرحلة، فيستقر الشاب على هوية خاصة به تميزه عن غيره وبعيدا عن أسرته، ويصبح له طريقته الخاصة في التفكير، وينفرد بمعتقداته وأفكاره الخاصة.



اضطرابات نفسية

وعن الاضطرابات النفسية التي تصاحب فترة المراهقة قال د. محمد ان المراهقة فترة عاصفة من حياة الإنسان، تتميز بالتقلبات المزاجية والفوران الداخلي والتمرد، وبعيدا عن الرؤية المتشائمة فإن معظم الشباب يمرون بهذه الفترة دون مشكلات حقيقية، وأهم مشكلة تواجه المراهق هي كيف ينمي هويته، من أنا ؟ وإلى أين أسير؟ سماها البعض أزمة الهوية، وهي فتره لتجربة الأدوار عندما يختبر المراهق بدائل سلوكية واهتمامات وأيديولوجيات وصولاً لتشكيل مفهوم خاص للنفس،

ويحاول المراهقون تحويل القيم والأفكار والافتراضات إلى صورة ثابتة، إذا كان للآباء والمعلمين والقرناء مشروع ثابت من القيم يكون البحث عن الهوية أسهل، ففي المجتمعات البسيطة مثل القرى تكون النماذج القابلة للتقليد محدودة فتكون أزمة الهوية أقل حدوثاً، أما في المجتمعات المعقدة متعددة الجنسية والثقافات والأديان، القضية تكون أكثر صعوبة حيث يواجه المراهق باحتمالات غير محددة في كيف يكون سلوكه وماذا يفعل بحياته،

ونتيجة لذلك يكون هناك اختلاف كبير بين المراهقين في كيفية نمو هويتهم وكيف ستسير، والهوية ليست ثابتة تماما في هذه المرحلة بل هناك دائما احتمال حدوث تغيرات مع النمو وتعديلات تبعا للخبرات التي يتعرض لها المراهق. نموذجيا يجب أن تنتهي أزمة الهوية في بداية العشرينات من العمر حتى يستطيع الإنسان ممارسة مهامه في الحياة، وعندما ينتهي يكون الشخص قد اكتسب هوية محددة خاصة به تميزه ويستطيع الآخرون معاملته بناء عليها، وقد تتغير بعض ملامحها مع التقدم بالعمر، وإذا لم تنته أزمة الهوية يكون الشخص معرضا للضياع ليس لديه منظومة قيمية تحميه.

ومن خلالها يستطيع تقييم نفسه والمجتمع من حوله ويكون أكثر عرضة للتأثر بما يقابله من تيارات وأفكار وشخصيات.

تعدد أنواع الضغوط والتغيرات تجعل المراهق أكثر تعرضاً للأمراض النفسية والاضطرابات السلوكية ربما أكثر من الشخص الناضج فكثيرا ما نقابل في عيادتنا أمراض الاكتئاب والقلق والوسواس القهري والرهاب الاجتماعي بل أيضاً الفصام والهوس الاكتئابي واضطرابات الشخصية ومعظم هذه الأمراض تبدأ في هذه السن المبكرة.



التغيرات الجسدية

وحول التغيرات التي تطرأ على الجسم في فترة المراهقة وتأثيراتها النفسية على المراهق قال د. محمد ان المراهقة تبدأ بالبلوغ وفيه تحدث تحولات بيولوجية وتغيرات هرمونية تؤدي إلى ظهور ملامح النضوج على أجساد المراهقين داخليا باكتمال نمو الأعضاء التناسلية، وخارجيا بظهور الصفات الذكورية أو الأنثوية على المراهقين، ونتيجة لهذا النمو السريع الذي يحدث خلال سنوات قليلة في شكل ووظائف جسم المراهق يتأثر بذلك وتتغير رؤيته لنفسه ويتغير مزاجه وعلاقته بالآخرين وخاصة الوالدين وأعضاء الجنس الآخر، يتغير شكل الإنسان وتظهر معالم الرجولة والأنوثة ويحدث مراجعة لطريقة تعامل المراهق مع الكبار وأيضا يحدث مراجعة لتعامل الكبار مع المراهقين الذين لم يعودوا صغارا، فهذه الفترة تتميز بالحيرة وعدم الوضوح من وجهة نظر الطرفين ولا يعرف كلاهما كيف يتعامل مع الآخر.

أيضا توقيت حدوث هذا التغيير كون هذا النضوج يحدث مبكرا عن القرناء أو متأخرا وجد أن له تأثيرا نفسيا على المراهقين فبالنسبة للأولاد وجد أن الناضجين مبكرا يكونون أكثر تحسنا مزاجيا من غيرهم وربما يعود ذلك لتأثير مظاهر القوة على الفرد ولكنهم من ناحية أخرى يكونون أكثر عرضة لفقدان التحكم أو التدخين والشرب واستخدام العقاقير ووجود مشكلات مع القانون بعكس متأخري النمو.

بالنسبة للبنات النضج المبكر يؤثر على ثقة البنت بنفسها بالمقارنة بمتأخري النمو ودائما ما يتعرضن للقلق والاكتئاب ويكن أقل رضا عن النفس بالنسبة لأوزانهن ومظهرهن عندما يكن أكثر أنوثة من أقرانهن وربما يكن أكثر شهرة كونهن ناضجات قبل الأوان وأكثر عرضة للمضايقات من الجنس الآخر.



سلوكيات شائعة

ينبع اضطراب السلوك لدى المراهقين من شيئين التغيرات الهرمونية والجسمية التي تؤدي إلى عدم الاستقرار ومن ثم تقلب المزاج والعصبية ورغبتهم الدائمة في إثبات ذواتهم وأنهم لم يعودوا صغارا مما يجعلهم أكثر تشبثا بآرائهم وأكثر عنادا وتصلبا وتمردا.



اجتياز المراهقة

وعن دور الأهل في مساعدة الأبناء لاجتياز مرحلة المراهقة والسلوكيات التي يجب عليهم تجنب تعاطيها معهم قال د. محمد إن للأهل دوراً مهماً في مساعدة الأبناء لاجتياز مرحلة المراهقة بسلام، وأهم دور هو التفهم لما يدور بعقول أبنائهم خلال هذه الفترة العاصفة من حياتهم والتي تتميز بالتقلبات المزاجية والفوران الداخلي ومحاولة إثبات الذات وتلمس الطريق،

وعلى الأهل تقبل أبنائهم ومعرفة أن التطور من سنن الحياة وأن كل جيل يسلم الجيل الذي يليه عالما أكثر اختلافا من ذلك الذي تسلم هو وأن هذه التطورات أصبحت أكثر شدة وتأثيرا عن ذي قبل وقد أصبح العالم قرية صغيرة سريعة الحركة صاخبة الإيقاع تموج بالأفكار والمعلومات، تغيرت القيم والمفاهيم وسادت سلوكيات الشعوب الأكثر تطورا وانفتحت الأرض والسماء وتأثر الشباب بثقافة الآخر وقيمه ونمط حياته وملابسه ومظهره،

ليس معنى ذلك أن نقبل بكل ما يأتي إلينا من الغرب ولكن أن نتفهم ما يواجه شبابنا وكيف نتعامل معه. ومن السلوكيات التي يجب تجنبها في تعاطينا مع الأبناء في هذه المرحلة هو محاولة التحكم فيما يدخل في أدمغة الأبناء من كل وسائل الإعلام، ممن يحيطون بهم، كان آباؤنا يستطيعون ذلك بالسيطرة على ما نقرأ ونشاهد ونعرف من الأصدقاء كانت الرقابة ميسرة وكانوا يستطيعون توصيل المعلومات التي يريدونها في الوقت وبالشكل الذي يريدونه حماية لنا مما حولنا وكان الآباء لديهم الوقت والجهد لغرس القيم ومراجعة السلوكيات بطريقة فورية ولكنها عادلة ومثالية،

أما الآن فلابد من تطوير دورنا وأدواتنا حتى لا نفقد الدور الذي نلعبه في تشكيل عقلية ووجدان وثقافة الصغار، فلم يعد دور الرقيب حلا وإنما المناقشة والتفهم والتفسير لهذه المعلومات والمعارف التي تدخل عقول الأبناء ومحاولة منع أو تقليل الأضرار التي تأتي من معرفتهم بها .المطلوب تطوير أدوات الآباء فالإلمام بالكمبيوتر وتعلم اللغات والانفتاح على الثقافات الأخرى أصبحت من الضروريات حتى نستطيع مواكبة الأبناء وإرشادهم .

أيضا محاولة صياغة عقول شبابنا وتوجيههم قسريا لتحقيق أحلام لم نستطع إدراكها والبحث عن التعويض من خلالهم، هي محاولة فاشلة ما لم تلق قبولهم وتتناسب مع أفكارهم وقدراتهم والأنسب هو محاولة الوصول بهم إلى أقصى درجات النجاح الممكن في عمل ما يريدون ولابد أن يكون الآباء قدوة لأبنائهم ما استطاعوا فكرا وعملا حتى يتوفر النموذج الذي يقلده الصغار عند دخولهم لمرحلة الشباب بسهولة،

وأيضا التركيز على القيم الدينية وتعليمها لصغارنا منذ طفولتهم، والاهتمام بالرياضة وأن يكون للطفل هواية يمارسها في النادي والمدرسة والبيت بما يتناسب مع قدراته وميوله، غرس قيمتي النبل والشجاعة وكل القيم الأصيلة التي تميزنا عن غيرنا مع الاستعانة بالتقنيات الحديثة وباستخدام الأفلام والبرامج التي تساعدنا على ذلك .
asnanaka متواجد حالياً  
رد مع اقتباس