عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 09-27-2006
  #1
asnanaka
Administrator
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 7,127
إرسال رسالة عبر MSN إلى asnanaka إرسال رسالة عبر Skype إلى asnanaka
افتراضي وفاة أحد الوالدين تسبب اضطرابات نفسية عند الأطفال... موضوع للمناقشة؟؟


إن الموت والحياة من الأمور المقدرة من عند الله، وتسبب وفاة أي شخص مقرب لنا أجواء حزن تعم المكان الذي نحيا به بالإضافة إلى شعورنا باضطرابات نفسية شديدة، نثور لأبسط الأسباب كما قد نكتئب وننطوي على أنفسنا.


لكن الفئة الأكثر عرضة للمشكلات النفسية في حال وفات أحد الأبوين هم الأطفال وخصوصا من هم في سن الوعي أي 5 سنوات فما فوق، فموت أحد الوالدين قد يؤدي لاضطرابات نفسية عند أفرادها تكون سببا في خلق مشكلات نفسية كبيرة في المستقبل.

ولمعرفة ما عاناه ويعانيه من فقدوا أحد أبويهم في سن مبكرة وما هي الأضرار النفسية التي لحقت بهم كان لـ «الصحة أولا هذا التحقيق».





اكتئاب

سليمان الكاتب شاب في الرابعة والعشرين من عمره فقد والدته وهو في السابعة وقامت على تربيته شقيقة أبيه، حدثنا عن شعوره وقت وفاتها والحالة النفسية المتردية التي ألمت به ومازال تأثيرها قائما إلى الآن: لم أستطع تقبل الأمر فقد كنت متعلقا بها بشكل كبير وإذ بي بين ليلة وضحاها أفقدها، شعرت بفراغ شديد رغم وجود أبي وأخي الأكبر.

مازلت أتذكر ذلك الموقف الحزن يخيم على المكان عندما جاءت عمتي وللمرة الأولى كانت تحمل حقائبها لأنها ستستقر عندنا. كانت عمتي تستيقظ يوميا على صرخاتي، فالأحلام والكوابيس رافقتني لفترة طويلة بعد وفاة أمي، ومازلت لحد هذه اللحظة أحلم بها وأشعر بالاكتئاب عندما أستيقظ وأتذكر أنها لم تعد موجودة.



صدمة

«لم أصدق وبقيت كذلك مصدومة مما جرى وأسأل عنها خمسة أيام بعد وفاتها»، هكذا بدأت إيمان موسى حديثها عن شعورها ووحدتها وقت وفات والدتها وتابعت: كان عمري 9 سنوات واستيقظت من النوم ووجت أناسا بعضهم أعرفهم والآخر لا يبدو عليهم الحزن، ركضت لحجرة أبي وأمي وإذا بأبي يمسك بي ويحتضنني ويبكي. باشرت بالسؤال عن أمي لم يجبيني.

أخذتني إحدى قريبات أبي من يدي وذهبت بي إلى حجرة مجاورة وأخبرتني أن أمي توفيت وإلى الآن مازلت أذكر أني سألتها ماذا تعني، لن أراها مرة أخرى مستحيل وأصريت على رؤيتها، فلم يسمحوا لي وبقيت أبكي في حجرتي وأبي وأقرباؤنا يتناوبون على مراقبتي والاطمئنان علي، وبعد فترة اقتنعت بما جرى، ولكن كانت تنتابني كوابيس مزعجة استمرت لفترة، ففقدان إنسان عزيز عليك كالأم أو الأب ليس بالأمر السهل.



خوف شديد

إبراهيم محمد لم تختلف معاناته عمن قبله ولكنه تأثر كثيرا لتذكره ذلك الموقف وقال لقد صعقني الخبر كنت في العاشرة من عمري واعتدت أن يرافقني أبي للمدرسة يوميا، وفي ذلك اليوم المشؤوم دخلت البيت عائدا من المدرسة، ففوجئت بالجموع تملأ المكان فأحسست بأن أمرا خطيرا قد حدث. نظرت بينهم وشاهدت أمي تبكي بصوت عال وكانت هذه المرة الأولى التي أراها تبكي.

ارتميت بحضنها وبدأت البكاء دون أن أعرف ماذا حدث حتى. قالت لي توفي والدك ولم يعد لي غيرك، هنا شعرت بالخوف الشديد وبالوحدة ولم أعد أستطيع الكلام وبقيت دون أن أنطق بكلمة لأيام، ولكن بعد فترة تحسنت أموري وعدت أتكلم لكني كنت دائما أحلم به وأفزع عند استيقاظي لمعرفتي أنه لم يعد موجودا.



رأي حكيم

وعن الحالة النفسية التي يمر بها الطفل عند فقدان أحد والديه حدثنا د. عامر سعد الدين اختصاصي الطب النفسي في مركز دبي لصحة المجتمع قائلا: تعد الفترة الأولى التي يمر بها الطفل بعد وفات أحد والديه من أخطر الفترات التي تؤثر على نفسيته، فالكبير يعبر عن حزنه بالبكاء ويستوعب ألأمر بسرعة كبيرة، أما الأطفال فإن تعبيرهم عن حزنهم قد يظهر على شكل اضطرابات نفسية لأنه قد لا يكون استوعب معنى الموت بعد،

فبعضهم يعتقد أن من فقده، سواء الأب أو الأم سيغيب لفترة ويعود وأن هناك أملا برجوعه، وبعضهم قد يعبر عن حزنه بالبكاء الهستيري أو عدم الأكل وغيره من الأمور، ولعل عدم الاطمئنان والشعور بالخوف من أخطر المظاهر التي تبدو على الأطفال بعد وفاة أحد الوالدين، وتعد هذه المرحلة خطيرة جدا وحساسة. فعلى المحيطين بالطفل أن يراعوا ذلك كثيرا،

حيث إن البعض يهملون ذلك في فترة الوفاة حيث ينشغلون بأمور المأتم وغيرها من الأمور ولا يلتفتون للطفل الذي فجع بوفاة أمه أو أبيه، وعلى الشخص الذي يرعى الطفل في تلك الفترة التماسك أمامه والإجابة عن كافة أسئلته بوضوح. ويعد الأطفال أقل من 9 سنوات عرضة للإصابة بالكآبة أكثر من غيرهم في حال تعرضهم لحالة وفاة أحد الأبوين، فإذا تم التواني عن ذلك، قد تتطور الحالة وإذا كانت عنده قابلية للإصابة بالاضطرابات النفسية، فقد تصبح فرصة إصابته بالاكتئاب في المستقبل كبيرة جدا.

asnanaka متواجد حالياً  
رد مع اقتباس