وشر البلية ما يضحك ( معرض الطلاق )
«معرض الطلاق» .. كل ما تحتاجينه للانفصال تحت سقف واحد
بعد ان بينت الدراسات اخيرا بأن نصف المتزوجين في اوروبا ينتهي زواجهم بالطلاق كان لا بد من ابتكار فكرة جديدة تسهل عليهم العملية
من المعروف عن المعارض بأنها فرصة لعرض كل ما هو جديد من أفكار ومنتجات، فهناك المعارض السياحية والغذائية والعقارية.. والمعارض الخاصة بالأعراس التي تجد فيها كل مستلزمات العرس من الفستان الى الورود الى السيارة والحلوى، ولكن هل سمعت عن معرض الطلاق؟ «الطلاق أبغض الحلال عند الله»، ولكن عندما تصل العلاقة الزوجية الى طريق مسدود فيكون من الصعب على الزوجين العيش تحت سقفٍ واحدٍ، لمتابعة مشوار العمر مع بعضهما بعضا، فيكون الحل الافضل للطرفين هو الانفصال.
في اوروبا، غالبا ما تكون مسيرة الانفصال وعرة وتتخللها مطبات عديدة تكون مكلفة جدا لدرجة ان هناك العديدَ من الازواج الذين يفضلون الانفصال المبدئي بعيداً عن المحاكم والقوانين الرسمية بسبب التكاليف المادية التي يتكبدها الطرفان، فبعد ان بينت الدراسات اخيرا بأن نصف المتزوجين في اوروبا ينتهي زواجهم بالطلاق كان لا بد من ابتكار فكرة جديدة تسهل عليهم عملية الطلاق المضنية، وتبلورت الفكرة في «معرض الطلاق» الذي من المقرر بدؤه في شهر اكتوبر (تشرين الاول) المقبل في مدينة برايتون، ليكون بذلك المعرضَ الاولَ في نوعه ببريطانيا بعد ان كانت هناك تجربة مماثلة له في النمسا.
وسيضم المعرض كل ما يحتاجه الأزواج الذين قرروا الانفصال من استشارات قانونية الى محامين متخصصين وعاملين مختصين في المجال العقاري أو المالي لتسوية القضايا المالية العالقة بين الازواج، بالاضافة الى مختصين في المجال النفسي لتقديم يد العون من الناحية الطبية والنفسية لتخطي الضغوط التي ترافق تلك الخطوة الصعبة.
وتقول سوزي ميلر، منظمة المعرض، إن الهدف من المعرض هو إعطاء الامل لهؤلاء الذين قرروا وضع نهاية لحياتهم الزوجية وتزويدهم بكل المعلومات التي سيحتاجونها لمعرفة جميع الخطوات التي يتوجب عليهم فعلها للتوصل الى طلاقٍ مرضٍ وسريعٍ بأقل ألمٍ نفسي ومادي ممكن، كما أنها ترى بأن هذا المعرض يحفز الازواجَ على رؤية الامل والتفكير في المستقبل بدلا من الانغماس في حالة نفسية مزعجة تكون عادة رفيقة كل طلاق في العالم.
فإلى جانب المحامين والمختصين يؤمِّن المعرض غرفا خاصة بالاطفال تقوم جليسات متخصصة بالاهتمام بالصغار، وستقوم فرق موسيقية بعزف اجمل المقطوعات الموسيقية. ومن المنتظر أن تسود المعرض أجواء الفرح والامل، وستكون هناك راقصات ومأكولات.
وتضيف ميلر أن الفكرة جاءت من النمسا، فكانت تجربة معرض الطلاق هناك ناجحة جدا واستقطب حينها المعرض أكثر من 500 شخص، وكانت النتيجة إيجابية جدا بالنسبة للعديد من الزوار.
ومن المنتظر بأن يحضر في المعرض البريطاني أكثر من 20 عارضا، وقد يصل هذا العدد الى 90 بسبب الإقبال الشديد على الفكرة. وتم اختيار مدينة برايتون الساحلية لأن مدن الساحل الجنوبي البريطاني تشهد حاليا أعلى نسبة طلاق في بريطانيا (20 في المائة)، في حين ان نسبة الطلاق العامة في البلاد هي 16 في المائة، مما يجعل برايتون المكانَ الانسبَ لإقامة مثل هذا المعرض.
وبحسب مختص في شؤون العلاقات العائلية، فإن المساعدة وتقديم النصائح المفيدة للازواج الذين قرروا الطلاق من افضل ما يجود به المعرض. كما يعطيهم رؤية واضحة لجميع المراحل التي سوف يمرون بها بغية التوصل الى طلاق سريع بأقل ألم نفسي ممكن.
فالطلاق يكون في غالب الاحيان مشكلة حقيقية يتخطى ألم الانفصال ليصبح مشكلة نفسية حقيقية يعاني منها كثيرون تحول دون ممارستهم لحياتهم الطبيعية من جديد وتؤثر على مستقبلهم. كما انه من شأن الطلاق أن يصبح عبئا كبيرا على الطرفين لا سيما إذا كان لديهما أطفال، لذا من المهم جدا الحصول على اكبر قدر من المعلومات والنصائح والدعم النفسي من مختصين.
العام الماضي، شهدت العاصمة النمساوية فيينا اول معرض للطلاق تحت عنوان «بداية جديدة» وولدت الفكرة بعد ان اصبحت النمسا بلاد الطلاق، فكل زواجين من اصل 3 ينتهي بهما الامر بالطلاق، ومن هنا رأى صاحب الفكرة انتون بارز الذي يعمل منظمَ معارض متخصصة في الاعراس. ويرى أنه من الممكن انهاء العلاقة الزوجية بحسن نية، تماما كما يحصل عند حصول الزواج.
ففيينا هي عاصمة الطلاق بلا منازع، لذا كان من المهم جدا القيام بفكرة تسهل على النمساويين مراحل التوصل للطلاق بأقل كلفة ممكنة.
وتضيف ميلر منظمة المعرض في نسخته البريطانية، أن الفكرة جيدة جدا فقد سمعت تعليقات عديدة من أناس مقربين منها، مروا بتجربة الطلاق وتمنوا لو كانت فكرة المعرض متوفرة حينها لان البدء بمشوار الطلاق في اوروبا مشكلة حقيقية يشوبها عدد كبير من التعقيدات القانونية، فبدلا من ان يركز الزوجان على الطلاق بأقل ضرر ممكن للطرفين تظهر مشاكل قانونية جانبية تحوِّل التجربة الى جحيم وتكون النتيجة انكسارا للقلب وإفلاسا للجيب.
ومن اللافت أنه ومع ازدياد نسبة الطلاق في اوروبا، تجد عددا كبيرا من المواقع على شبكة الانترنت تتنافس فيما بينها لتقديم الافضل للحصول على الطلاق بأفضل الأسعار، ومن ابرزها موقع يقدم عروضا خاصاً وأسعاراً لا تضاهى للحصول على الطلاق وكأنه يعرض حسومات خاصة في موسم التسوق.