دواء جديد يعالج القلق النفسي دون آثار جانبية
أعلن فريق من العلماء الألمان إمكانية إنتاج علاج جديد للقلق النفسي يمكنه تهدئة أعصاب المريض المتوترة دون حدوث آثار جانبية مزعجة مثل النعاس وعدم تحمل الدواء وآلام الانقطاع عن تعاطي الدواء.
ونجح العلماء الذين يعملون تحت إشراف الدكتور راينر روبريشت في معهد ماكس بلانك للعلاج النفسي في ميونيخ في إثبات وللمرة الأولى أن مضادات القلق الجديدة يمكن تطويرها باستخدام آلية مبتكرة تعتمد على المواد الستيرودية العصبية المشتقة من هرمون البروجستيرون.
وقد أظهر هذا النوع من الأدوية قدرا ضئيلا للغاية من الآثار الجانبية في كل من مراحل الاختبارات على الحيوانات والتجارب السريرية وفقا للنتائج المنشورة في مجلة جورنال ساينس.
وقد بحث العلماء تأثير النوع الجديد من المواد بالتعاون مع قسم علم النفس في جامعة لودفيج ماكسميلان في ميونيخ وشركة نوفارتيس للأدوية في بازل.
وكان للمادة موضع البحث وهي "أكس بي دي 173" تأثير إيجابي على تركيبة المواد الاستيرويدية العصبية في الجسم وأدت هذه المادة نتيجة لهذا التأثير ووفقا لما تمكن العلماء من إثباته بمساعدة نسيج المخ في فئران تجارب أدت إلى إضعاف التواصل العصبي.وأظهرت المادة "أكس بي دي 173" تأثير القلق على المستوى السلوكي في نموذج الحيوان بدون ملاحظة أي آثار تهدئة مثلما يظهر مع أدوية البينزوديازيباين المهدئة على سبيل المثال .
وتقول الدكتورة فلوريان هولسبوير أحد الباحثين "إنني سعيدة تماما أن الفرضية التي طورناها قبل سنوات بأن آثار أدوية علاج القلق يمكن أحتواؤها بالتأثير على المواد الاستيرويدية العصبية بالجسم قد تأكدت بشكل علمي اليوم".
ومن أجل اختبار تأثير المادة "أكس بي دي 173" على البشر لأول مرة،قام الأطباء بتصميم تجربة سريرية خضع فيها 70 متطوعا أصحاء للاختبار. وتم حقن الأشخاص بمركبات البيبتايدز العصبية سي سي كيه - 4 والتي أثارت حالة قلق قصيرة وحالة خوف مفاجئة لمدة من دقيقتين إلى خمس دقائق.
وعندما تم إعطاء مادة أكس بي دي 173 للأشخاص موضع التجربة لم يمكن إثارة حالة الخوف المفاجئة بهذه الطريقة. وأدت أدوية البنزوديازيباين البرازولام إلى كبح الشعور بالقلق.
بيد أنه وعلى عكس المادة أكس بي دي 173 أبلغ المشاركون في التجربة عن تعب غير مرغوب عند أخذ الدواء وأعراض آلام التوقف عن مواصلة تعاطيه.
ومن ثم ومن خلال محاكاة تركيبة المواد الاستيرويدية العصبية باستخدام البروتين الناقل 18 ، أكتشف العلماء آلية جديدة لعلاج اضطرابات القلق التي تظهر حالة آثار جانبية أفضل مما هو في حالة أدوية البنزوديازيباين. فضلا عن إنه تم تحديد الظروف التي ظلها يمكن تنفيذ هذه الدراسات على أشخاص أصحاء.
ويقول الدكتور روبريشت "إن التطبيق الناجح للنموذج التجريبي للقلق على الأشخاص الأصحاء سوف يسهل ابتكار أدوية لعلاج القلق في المستقبل حيث أن تجربة العناصر الفعالة في المرحلة المبكرة للابتكار لا يجب بالضرورة تطبيقها على المرضى".
إلا إنه حذر أن الأفكار المكتسبة التي طبقت على الأشخاص الأصحاء لا يمكن بالضرورة نقلها إلى المرضى على أساس حالة بحالة.
وحذر "إنها "هذه الأفكار" لا تحل محل اختبارات التقبل الضرورية على "جماعات المرضى" مضيفا إنه من المطلوب إجراء مزيد من البحث