عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 08-23-2006
  #1
asnanaka
Administrator
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 7,127
إرسال رسالة عبر MSN إلى asnanaka إرسال رسالة عبر Skype إلى asnanaka
افتراضي 75% من حالات العمى يمكن تجنبها

لقد من الله علينا بنعمة البصر التي تعد واحدة من أهم الحواس لدينا، فلولا البصر لتعطلت الكثير من الأمور التي يقوم بها الإنسان بالإضافة إلى أن الإنسان الكفيف يشكل عبئا اقتصاديا واجتماعيا على ذويه وعلى مجتمعه،
وقد يكون موضوع العمى أو فقدان البصر أمرا إلهيا خارجاً عن إرادة الشخص الكفيف ولكن مع دخولنا لعالم العولمة الجديد لم يعد هناك ما هو مستحيل بل أصبحت الكثير من الأمور يمكن تداركها خصوصا أن مسببات فقدان البصر بات علاجها في متناول الجميع.

ولأخذ صورة أوضح عن فقدان البصر ماهيته وأسبابه وتبعاته التقت «الصحة أولا» د.الياس جرادة اختصاصي طب وجراحة العيون في المركز الطبي الدولي لليزك و التجميل في دبي والذي حدثنا قائلا:

إذا ما أخذنا أكثر الإحصاءات تفاؤلا لوجدنا أن هناك أكثر من 161 مليون شخص على سطح هذه المعمورة يعانون من فقدان البصر أو ضعفه ، وما يزيد الصورة قتامة أن معظم حالات فقدان البصر كان من الممكن تجنبها وعلاجها.

فأحد أهم الأمثلة وأكثرها إيلاما والتي نواجهها بصورة مستمرة في بلادنا والتي تدل على عدم التوعية بأمراض العيون وبضرورة الفحص الدوري هي أن نواجه أشخاصا بالغين أو في مقتبل العمر وهم في حالة متقدمة جدا من تلف النظر نتيجة وجود المياه الزرقاء التي تسرق النظر بشكل تدريجي وخفي، ودون ملاحظة الشخص المصاب،

فلو أن هذا الشخص خضع إلى فحص دوري بسيط للعين في وقت سابق لكان تم تشخيص مرض المياه الزرقاء لديه وإعطاؤه العلاجات اللازمة وهي علاجات بسيطة وغير مكلفة، ولكن عدم المعرفة يؤدي إلى فقدان البصر لأشخاص لايزالون في مقتبل العمر وهذه من الحالات الأكثر مأساوية.



إحصائيات

وعن أعداد فاقدي البصر عالميا بناء على تعريف فقدان البصر قال د.جرادة إذا اعتمدنا على التعريف التقليدي للعمى ألا وهو ضعف في الإبصار المصحح إلى أقل من 3/60 في العين الأكثر سلامة أو انحساراً في مجال الإبصار إلى أقل من عشر درجات فإن عدد الذين يعانون في العالم من العمى هم أكثر من 37 مليون نسمة.

وإذا ما أخذنا أيضا بالتعريف التقليدي لضعف النظر وهو انخفاض في الرؤية في العين الأسلم إلى مابين 3/18 و 3/60، أو انحسار في مجال الإبصار إلى مابين 10 - 20 درجة فإن عدد ضعاف النظر عالميا يفوق الـ 121 مليون نسمة. ولكن هذه الأرقام تصبح أكثر مأساوية مع ما يشهده العالم من تطور مستمر والذي يحتاج منا إلى قوة إبصار عالية في كثير من مجالات الحياة والتي تعتمد بشكل رئيسي على المعادلات والتواصل البصري.





أماكن الانتشار

وعن أكثر المناطق التي تعاني أعدادا كبيرة من سكانها من فقدان البصر قال د.جرادة إن معظم حالات فقدان البصر تتركز في البلدان الأقل تطورا ، فاحتمال اصابة الشخص الذي يعيش في البلدان الفقيرة هو أكثر من 5 - 10 أضعاف منه في البلدان المتطورة، وفي المتوسط فإن هؤلاء الأشخاص يلاقون حتفهم خلال مدة لا تتجاوز 4 سنوات بعد الإصابة لأن الإعاقة إلى جانب الفقر تعد سببا في تطور الحالة بالإضافة الى خسارة إنتاجية هؤلاء الأشخاص مما يزيد من حالات الفقر .

ويكفي أن نعرف أن أكثر من %75 من حالات العمى هي حالات يمكن تجنبها أو علاجها وذلك بطرق غير مكلفة نسبيا ولها دور اقتصادي ايجابي جدا من خلال إعادة تأهيل هؤلاء الأشخاص ليعودوا منتجين، فأكثر من %50 من العمى هو ناتج تكون المياه البيضاء والتي يمكن علاجها حين تتوافر الإمكانات وهي ذات فائدة كبيرة فمعظم الذين تجرى لهم عمليات إزالة المياه البيضاء يستطيعون معاودة نشاطهم المعتاد بعد فترة وجيزة.

أما تكلفة فقدان البصر العالمية تقدر بأكثر من 25 مليار دولار ، حيث تتضمن هذه التكلفة فقدان الموارد البشرية المنتجة والحاجة إلى العناية بالأشخاص المكفوفين ، إضافة إلى الضغط النفسي والجسدي الذي تسببه آفة العمى على الشخص المصاب ومحيطه، مما يؤدي إلى فقدان الثقة وتزايد الحاجة إلى الاعتماد على الآخرين.





الأسباب

وحول أسباب فقدان البصر قال د.جرادة إن أهم أسباب فقدان البصر في العالم هي المياه البيضاء وخصوصا في الدول الفقيرة التي لا تتوفر لديها إمكانات إجراء عملية لها، وتأتي المياه الزرقاء في المرتبة الثانية وهي تعرف بالسارق الخفي وتعد الوقاية من هذا المرض أمراً بسيطاً وفعالاً وذلك من خلال المتابعة المستمرة والفحص الدوري،

ويأتي مرض اللطخة الصفراء الشيخوخية في المرتبة الثالثة حيث تزداد نسبة الإصابة به مع تقدم مستوى متوسط العمر عند الفرد خاصة في البلدان المتطورة، ويأتي مرض التراخوما أو عتامات القرنية وأمراض السكري في المرتبة الرابعة. والمهم بهذه الأسباب أن معظمها يمكن تجنبه وعلاجه.



العوائق

وبخصوص العوائق التي تقف في وجه مكافحة أمراض العين قال د.جرادة يعد فقدان الاستثمارات في مجال طب العيون وخاصة من قبل الهيئات الحكومية أحد الأمور التي تعيق محاربة العمى وغيره من أمراض العين ، وأيضا تعد صعوبة الحصول على العلاجات اللازمة في مناطق كثيرة من العالم سببا داعما لذلك ،

وهناك أيضا تقدم متوسط عمر الفرد مما يزيد نسبة الإصابة بأمراض العين الشيخوخية، ولعل العائق الأهم هو عدم المعرفة والتوعية بمدى خطورة هذه المشكلة المرضية والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية المترتبة عليها.
asnanaka متواجد حالياً  
رد مع اقتباس