يجوب بحقيبته العالم لإصلاح الأسنان ويؤذن في فرنسا

أبو محمد يطلب من الدولة أن تمنحه ترخيص لعمله في علاج الأسنان
يمنّي النفس أن تكون له شهادة يعلقها على الحائط يساوي بها طبيب الأسنان أو على أقل تقدير مخبري أسنان، تمنح عمله الشرعية التي يستطيع من خلالها كسب لقمة عيشه دون منغص الخوف من الحكومة على حد قوله.

أبو محمد الذي يعمل في مهنة تركيب الأسنان طالب أن تمنحه الدولة "شهادة أو تراخيص للعمل بها فعملنا لا يختلف عن عمل المخابر أو أطباء الأسنان العاديين وهناك البعض منا عملهم متقن أكثر من أطباء كثر".
ويضيف أبو محمد "أعمل بهذه المهنة منذ صغري وهي مهنة نتوارثها من الآباء والأجداد والكل هنا تعملها من والده أو من أهله بشكل عام".
وهذه المهنة قديمة يعمل بها النور والقرباط وهم منتشرون في مناطق مختلفة من سورية، ويتركزون في حلب في منطقة الجانكية حيث يسكنها القرباط، وفي دمشق يسكنون المناطق المحيطة بدمشق وخاصة الفقيرة منها مثل تل الرز قرب الربوة وعلى طريق المعضمية وغيرها من المناطق.
رحالة أو أطباء أسنان يختلف أبو محمد وعائلته في تسمية أنفسهم، فهم يجوبون البلاد في سبيل لقمة العيش، ويقول أبو محمد عن أسفارهم "نحن نقوم بالسفر إلى العديد من الدول حول العالم، وزبائننا كثر، منهم من فرنسا وأمريكا وبريطانيا وألمانيا وهم يثقون بنا، كما أن لنا بطاقة تعريف في كل دولة نقوم بتوزيعها للتعريف بنا، ونحن نتابع المريض بشكل دوري لذلك هناك ثقة بين المريض وبين المعالج بالشنتة".
وعن الصعوبات التي تواجههم في السفر يقول "الحمد لله تعودنا على الأمر وأنا قادر على السفر في أي وقت أريد ولم نواجه مشكلة حتى الآن" ويرفض تصويره أو أي شخص من عائلته "خوفا من الملاحقة القانونية، فعند معرفة الدولة بنا ستبدأ المشاكل".

"أعمل كمؤذن في أحد جوامع فرنسا وأتقن عدة لغات"
الحمد لله الذي جعلني أرفع كلمته فوق إحدى البلدان الأوروبية ولدى سؤالنا عن معنى كلامه هذا يجيب أبو محمد "أعمل كمؤذن في أحد جوامع فرنسا، وعندما أكون مسافرا إلى هناك يطلب مني إمام أحد الجوامع برفع الأذان، والآن كلما ذهبت إلى هناك أؤدي نفس المهمة".
ولدى سؤاله عن اللغات التي يتقنها أو إذا ما كان هناك طريقة يتفاهم فيها مع زبائنه من الأجانب يقول "أتقن أكثر من لغة، وهذا يأتي مع الممارسة فلكثرة أسفارنا نتعلم من العالم الذين نختلط بهم"، ليتمتم مع ابنه بعدد من الكلمات غير المفهومة لنا، وعند سؤاله عن معناها وعن اللغة التي تحدث بها يقول "هذه لغة خاصة بنا، لا أحد يفهمها سوانا، إنها لغة مجمعة من عدد من اللغات وأغلب النور يتحدثون بها".
يطلب منا أبو محمد أن لا نظلمهم ونخلط بينهم وبين بقية النور "هناك نور يعملون في المراقص، أو يعتمدون على النساء في كسب العيش، وأعوذ بالله من هذه المهنة فكيف يستطيع الرجل أن يرى ابنته ترقص في الكباريه مع رجل سكران، والكثير من العالم تخلط بيننا وبينهم مع أننا لا نسمح لنسائنا أن تنكشف على رجل".
بعد إلحاح كبير من قبلنا يسمح لنا أبو محمد بأخذ صورة للأدوات التي يعمل بها ويشرح عن مهنتهم "الكثير يقول عنا إننا لا نملك أدنى درجات النظافة وهذا الأمر غير صحيح، فنحن نقوم بتعقيم الأدوات التي لدينا كما أننا نعقم أيدينا قبل أن نعمل أي شي مع أي مريض"، ويرينا الفرن الذي يقومون بتعقيم الأدوات فيه ويقول "هذا الفرن نستخدمه لتعقيم الأدوات التي نستخدمها لتصنيع وتركيب السن وهو ايطالي الصنع".
يخرج المواد التي يستخدما في علاج السن وتصنيع الأسنان "إننا نستخدم أدوات كلها صحية وأجنبية، وهذا يجعل عملنا متقن ولكن هناك الكثير من الأطباء والأشخاص الدخيلين على المهنة أو الذين يكون عملهم غير جيد يستخدمون مواد منتهية الصلاحية أو من ماركات غير جيدة مما يؤدي إلى عمل غير متقن".
وعن الدافع الذي يجعل المرضى تلجا لهم مع وجود الأطباء يقول أبو محمد "الدافع المادي هو ما يجعل الكثيرين يلجاؤون إلينا من أجل الحصول على العلاج وتركيب الأسنان أو تصنيع بدل الأسنان، وهناك اختصاصيين بيننا في تصنيعها، فحيث يدفع عند الطبيب الألوف لا يكلفه العلاج لدينا أكثر من 600 ليرة".

"الدولة تلاحقنا وأطباء الأسنان يعتبرونا أعدائهم"
الدولة تعتبر عملنا غير شرعي بهذه الكلمات يجيب أبو محمد عن وضعهم القانوني "لذلك يكون العمل دائما في الخفاء أو طي الكتمان".
ويضيف "أطباء الأسنان والمخبريين يعتبرونا من أعدائهم، ولكن نحن لا نتعدى على اختصاصاتهم أبدا، ودليل ذلك أن هناك الكثير من الحالات التي تحضر لنا تكون بحاجة إلى طبيب مختص من أجل سحب العصب أو تكون هناك التهابات في اللثة لذلك لا نقوم لهم بأي عمل حتى يراجعوا أطباء الأسنان كي لا يحدث أي مكروه لا سمح الله".