خدمات طبية متطورة يمكنك الحصول عليها في "المنزل"
مركز أسنان الدولي
https://www.assnan.com
أخذت في البروز حديثا حركة جديدة تحمل شعار «المستشفى في المنزل»، تهدف إلى تأمين رعاية صحية رفيعة المستوى للمرضى داخل بيوتهم.
وبينما تسعى المستشفيات جاهدة لتنفيذ مهمات تأمين راحة المرضى فيها وإشعارهم وكأنهم في بيوتهم، يظهر أحد التوجهات المماثلة، ويرغب في تأمين عناية رفيعة، مماثلة لعناية المستشفيات، داخل المنازل.
وهذا هو جوهر عمل خدمة «المستشفى في المنزل» (Hospital at Home) التي وضعت أساسا لها في إيطاليا، ومقاطعة الباسك في إسبانيا، وفي مناطق أوروبية أخرى. والآن تحاول بعض المجموعات نشرها في الولايات المتحدة.
مبدأ الحركة الجديدة بسيط، فبدلا من إدخال المرضى المستشفى، من المصابين بحالات مرضية واضحة، مثل تدهور عجز القلب، ذات الرئة، أو المصابين بعدوى كالتهاب النسيج الخلوي (cellulites)، يقوم الأطباء والممرضات بتقديم العلاج داخل المنزل، خصوصا مع توافر وانتشار تقنيات الاتصالات الحديثة وأجهزة الفحص بالموجات فوق الصوتية وأشعة أكس المحمولة الصغيرة الحجم، والأجهزة الصغيرة لحقن الأدوية في الأوردة، وغيرها من الأجهزة، التي تساعد في تنفيذ المهمات الطبية بأمان وسهولة.
ولكن: لِمَ كل هذا الاهتمام؟ لأن المستشفيات لم تعد أكثر المواقع أمانا لتمضية عدة أيام فيها! فقد قدر تقرير لمعهد الطب بعنوان «أن تخطئ فذلك أمر بشري» (To Err is Human) أن ما بين 44 و98 ألفا من الناس يتوفون سنويا داخل المستشفيات كنتيجة لأخطاء كان بالإمكان تفاديها.
كما يلتقط آلاف آخرون من مرضى المستشفيات أنواعا من العدوى التي تقصر في أعمارهم أو تلحق الأضرار بصحتهم.
والتنويم في المستشفيات صعب خصوصا لكبار السن، إذ يحصل لديهم التشوش والالتباس أو الهذيان، الأمر الذي يتطلب إعطاءهم أدوية مسكنة أو التدخل بالقوة لشد وثاقهم.
وقد يؤدي هذا التشوش إلى تغيرات بعيدة المدى في وظائفهم العقلية، فيما قد تظهر لدى آخرين منهم تقرحات بفعل ضغط أجسامهم نتيجة الاستلقاء المتواصل، يصعب علاجها، أو يفقدون عضلاتهم وقدرتهم على تنفيذ مهماتهم اليومية.
ويقول الدكتور بروس ليف، الأستاذ المشارك في الطب في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز، وأحد الدعاة الكبار لتأسيس «المستشفى في المنزل»، إن «المستشفى في المنزل يمكنه أن يكون خيارا آمنا وفعالا، خصوصا أن الكثير من الناس يفضلون توفير العناية في بيوتهم التي يشعرون فيها بالراحة».
نموذج المستشفى المنزلي
وينفذ النموذج الذي وضعه خبراء جامعة جونز هوبكنز مهماته كما يلي: لنفترض أنك ذاهب إلى قسم الطوارئ، بسبب معاناتك من صعوبات في التنفس.
ويقرر الأطباء انك مصاب بعجز في القلب يزداد سوءا، وينبغي تنويمك في المستشفى. وما لم تكن حالتك متدهورة بحيث يتوجب إدخالك قسم العناية المركزة، فإن لك الاختيار بين الدخول إلى المستشفى أو طلب خدمة «المستشفى في المنزل»! ولنفترض أنك اخترت خدمة «المستشفى في المنزل»، وحينذاك ستأخذك سيارة إسعاف إلى بيتك بمصاحبة ممرضة، مزودة بأجهزة لمراقبة حالتك الصحية، ولحقن الأدوية المطلوبة بهدف سحب الكميات الزائدة من السوائل من رئتيك، وتقوية قلبك.
وتظل الممرضة برفقتك وقتا أطول حتى تتمكن من البدء بتنفيذ العلاج. ويزورك الطبيب مرة واحدة على الأقل في اليوم الأول لمراقبة حالتك. وبعد انقضاء اليوم الأول، تأتي الممرضة لزيارتك مرتين أو ثلاث مرات يوميا لعدة ساعات، فيما يزورك الطبيب مرة على الأقل في اليوم، لحين مجيء الوقت لـ«خروجك» معافى.
نجاحات وصعوبات
عام 2005 قارن خبراء جامعة هوبكنز بين مجموعتين: الأولى لأشخاص عولجوا في مستشفيات قياسية، والثانية لأشخاص عولجوا في «المستشفى في المنزل».
وكان عمر كل المرضى يزيد على 77 سنة، وكانت حالاتهم بحاجة إلى رعاية لا تتوافر إلا في المستشفيات.
وشملت الحالات: ذات الرئة، أو التهاب النسيج الخلوي، أو عجز القلب السيئ، أو الانسداد الوعائي الرئوي المزمن.
وكان العلاج ناجحا في «المستشفى في المنزل» مثل نجاحه في المستشفى، لكن مع تسجيل عدد أقل من حوادث الهذيان، والعدوى، وعدد أقل من إعطاء المهدئات. وقال المرضى وأفراد عائلاتهم إنهم راضون عموما بتجربة «المستشفى في المنزل».
كما أظهرت دراسات أخرى حدوث درجات أقل من التوتر الذي يعاني منه الأشخاص الذين يقدمون الرعاية للمريض. ويضاف إلى ذلك تحسن وظائف المرضى بعد تجربة «المستشفى في المنزل».
ويشير تقرير أصدره مستشفى سان جيوفاني باتيستا في تورينو في إيطاليا، إلى أن منطلقات خدمة «المستشفى في المنزل» مفيدة في حالات عجز القلب.
فقد أظهرت دراسة عشوائية أن الرجال والنساء من كبار السن الذين كانت لديهم حالات سيئة من عجز القلب، كانوا أفضل داخل بيوتهم من الآخرين الذين تم تنويمهم في المستشفيات.
ورغم أن معدلات نجاتهم من الموت كانت متساوية (85 في المائة لكل مجموعة) بعد مرور ستة أشهر على علاجهم، فإن أفراد مجموعة المنزل كانوا يصابون أقل بحالات الكآبة، والهذيان، وكانت مستويات التغذية وجودة الحياة لديهم أفضل («أرشيفات الطب الباطني» 28 سبتمبر 2009).
ومن المهم الإشارة إلى أنه وبعد انتهاء العلاج، فقد تم تحويل 16 في المائة من مرضى المستشفيات - في هذه الدراسة - إلى مؤسسات الرعاية الصحية الطويلة الأمد.
وعلى النقيض من ذلك، فلم ينتقل أي من أفراد مجموعة «المستشفى في المنزل» إلى أي مؤسسة مماثلة، بل ظلوا جميعا في بيوتهم.
أما الجانب السيئ في هذه المقارنة فهو أن الأشخاص الذين يقدمون الرعاية الصحية للمرضى في بيوتهم عانوا من التوتر أكثر من نظرائهم الذين كانوا يعتنون بمرضى المستشفيات.
مخططات التوسع
حتى الآن، لا يؤمن أي مستشفى في الولايات المتحدة خدمة «المستشفى في المنزل»، سوى جامعة هوبكنز، إضافة إلى المراكز الطبية للمحاربين القدماء في أوريغون وفي نيو أورليانز، وخدمات بريسبيتريان للرعاية الصحية في ألباكيركي في نيوجيرسي.
ويتطلب توسيع خدمات وحدات «المستشفى في المنزل» تأمين أهم جانبين فيها، وهما: تطوير نماذج يمكن تنفيذها في كل مكان تقريبا، وتأمين طرق جديدة لدفع نفقات العناية في المستشفيات.
حالات يمكن علاجها بتوفير «المستشفى في المنزل» الحالات المرضية التي يمكن علاجها بما توفره خدمة «المستشفى في المنزل»، تشمل:
- الارتجاف (الاختلاج) الأذيني (atrial fibrillation).
- عجز القلب.
- ذات الرئة.
- عدوى المجاري البولية.
- ازدياد حدة مرض شلل باركنسون أو مرض التصلب المتعدد.
- جلطة الأوردة العميقة.
- التهاب الشغاف (endocarditis)، التهاب النسيج الخلوي (cellulites)، أو الإصابة بأنواع العدوى الأخرى التي تتطلب حقن المضادات الحيوية في الأوردة.