مركز أسنان الدولي
https://www.assnan.com
ومن المعروف أن لكل فصل من فصول السنة مميزاته الخاصة وأثره على حياة الناس. وفصل الصيف له الأثر البالغ على حياة الناس والكثير منهم ينتظر هذا الفصل بفارغ الصبر لما فيه من الإجازات والترفيه بمزاولة الكثير من الأنشطة أو الرياضة وغيرها. ولكن كما هو معلوم فإن لأشعة الشمس في هذا الفصل تأثيرا شديدا، إيجابيا وسلبيا، على الصحة بوجه عام وعلى الجلد بوجه خاص.
التعرض لأشعة الشمس يسبب الحروق في الجلد، في حين يعاني بعض الناس من ما يسمى «أكزيما التماس» إذا تعرضوا ولو لدقيقة واحدة لأشعة الشمس العالية، خاصة إذا وجدت على الجلد آثار لعطور أو ماكياج أو منظفات. ومن المشاكل الجلدية الصيفية الأخرى ظهور الطفح الجلدي والإصابة بالأمراض الفطرية، التي تنتقل أنواع منها في المسابح العامة، بينما تحدث أنواع أخرى بسبب التعرق الشديد.
يأتي فصل الصيف وتأتي معه أمراض مختلفة، منها ما يصيب الجهاز الهضمي، وأخرى الجهاز العصبي ومراكز التحكم في الحرارة، وثالثة تصيب جهاز الجلد فتتسبب في مشكلات جلدية مزعجة.
كما تعتبر الأمراض الجلدية المرتبطة بأشعة الشمس والحرارة والعرق من أكثر الأمراض، في هذا الفصل، إحراجا وإزعاجا بالنسبة للأطفال الصغار وكبار السن، وكذلك الطبقة الكادحة من الشباب. كما أن مشكلات البشرة عند النساء تشكل نسبة كبيرة من بين المترددين على عيادات الأمراض الجلدية صيفا.
تأثيرات الشمس
وهناك عدة مشكلات وأمراض تصيب الجلد وتكثر في هذا الفصل، ومنها:
1- التحسس من أشعة الشمس، وهي عدة أنواع، ومنها:
- الحروق الناتجة عن التعرض الطويل لأشعة الشمس (Sun Burn): حيث يصيب الجلد عند التعرض للشمس احمرار شديد، بالإضافة إلى الإحساس بالحكة وألم شديد في المنطقة المصابة، وقد يتطور الوضع إلى حدوث فقاعات جلدية.
- الأرتكاريا الناتجة عن أشعة الضوء (Solar Urticaria): وهذه لا تحدث إلا عند أشخاص قليلين، وهم من لديهم حساسية مفرطة لأشعة الشمس، وتظهر على شكل انتفاخ واحمرار مؤقت للبشرة المتعرضة لأشعة الشمس.
- حساسية الضوء Photodermatitis)): وهي نوع من أنواع الحساسية الناتجة عن التعرض لأشعة الشمس، وقد تحدث عن طريق أشعة الشمس فقط وبعضها يحتاج مواد كيميائية محفزة للجلد مثل العطور وغيرها حتى يحدث هذا التفاعل بين الجلد وأشعة الشمس والمواد الكيميائية، وهو ما يسمى بـ(Phytophotodermatitis).
2- أمراض جلدية تزداد وتتفاقم مع التعرض لأشعة الشمس مثل:
- الوردية (Rosacea): وهو مرض جلدي يظهر على شكل طفح أحمر يصيب الوجه ويصاحب بالإحساس بحرارة وحرقة في المنطقة المصابة.
- الذئبة الحمراء: ومن الأمراض التي تتأثر سلبا بأشعة الشمس مرض الذئبة الحمراء الجلدي (Cutaneous Lupus erythematosus)، وهو من أمراض المناعة الذاتية ويظهر على شكل طفح جلدي واحمرار على الوجه، حيث يتكون طفح يشبه شكل الفراشة، وهو مميز جدا للمرض ويتكون على الأنف والخدين.
عوامل صيفية
هناك بعض العوامل في الصيف تؤدي إلى ظهور الأمراض الجلدية الصيفية، أو تزيد من حدة تلك الأمراض في الصيف.
ومن هذه العوامل: زيادة حرارة الجو، زيادة الرطوبة، كثرة التعرض المباشر لأشعة الشمس الضارة، خاصة في الفترة من العاشرة صباحا حتى الرابعة عصرا.
أهم المشاكل الجلدية التي تحدث في فصل الصيف
حروق الشمس
تبدأ حروق الشمس (Sun Burn) بظهور احمرار في الجلد، وبعد ذلك تورم بسيط مصحوب بحرقة، ثم تحدث فقاعات مائية صغيرة أو كبيرة حسب مدة التعرض للشمس، وحسب درجة الحرق الذي يحدده لون البشرة، فالبشرة البيضاء تكون أكثر عرضة لحروق الشمس - فكلما كان الجلد أكثر دكنا (نتيجة زيادة تركيز الميلانين - وهو الخط الدفاعي الطبيعي ضد مشكلات الشمس) قلَّت فرصة تعرض الجلد لمشكلات الشمس.
وبعد التعرض المباشر لأشعة الشمس، تزداد الحالة حدة وألما في اليومين التاليين، الثاني والثالث، وبعد ذلك يبدأ الجلد في التقشير ليعود إلى طبيعته بعد حوالي أسبوع.
وقد يحتاج المريض إلى استخدام دهان مرطب ودهان كورتيزون، وفي الحالات الشديدة قد يحتاج المريض إلى استخدام حبوب مسكنة أو حبوب كورتيزون التي يجب أن تتم تحت إشراف طبي.
أهمية الميلانين
من الجدير بالذكر أن صبغة الميلانين التي تحمي الجلد من حروق الشمس في الصيف، يزداد تركيزها لتقوم بعملها لحماية الجلد بالتدريج على مدار أسبوع بالتعرض التدريجي للشمس، وتجنب التعرض لفترات طويلة، خاصة في وقت الظهيرة (وهذا ما يفسر حدوث حروق الشمس في اليوم الأول للشخص المستجم نتيجة الاندفاع للشاطئ وقضاء اليوم بالكامل تحت الأشعة الحارقة فرحا بالمصيف - وفي كثير من الحالات من دون استخدام واقيات من الشمس).
ويجب أن نذكر أيضا أن أشعة الشمس تنفذ إلى عمق أكثر من نصف متر تحت سطح الماء - لأن الكثير من الناس يظنون أنهم ما داموا في الماء فلن يتأثروا بالشمس - وهذا غير صحيح بالطبع.
إكزيما الشمس
- «إكزيما التماس»: هناك بعض الأشخاص يعانون من «إكزيما التماس» إذا تعرضوا ولو لدقيقة واحدة لأشعة الشمس العالية، خاصة إذا كان الجلد المعرض للشمس عليه آثار عطور أو ماكياج أو منظفات، وتبدأ الحالة بحكة شديدة ورشح مائي.
وتظهر أرتيكاريا الشمس على صورة تدرنات، مع حكة في الأماكن المعرضة للشمس.
ومن صور إكزيما الشمس الأخرى الطفح الضوئي، ويكون غالبا على شكل بثور مائية ودرنات جلدية مصحوبة بحكة.
- الكلف (Melasma): تظهر الكلف (Melasma) عادة عند النساء المتزوجات؛ نتيجة للتغيرات الهرمونية والفسيولوجية والتعرض للشمس، ولكنه قد يظهر أيضا في الآنسات، وفي الرجال نتيجة تعرض الوجه للشمس مع استخدام بعض الزيوت الطيارة أو الروائح العطرية.
علاج الكلف سهل، ولكنه يأخذ وقتا قد يمتد لعدة شهور، أما الوقاية منه فتكون باستخدام واقي الشمس له عامل حماية (SPF) أكثر من (15).
الالتهابات البكتيرية
الالتهابات الجلدية البكتيرية وهي ناتجة عن الإصابة بالميكروبات البكتيرية مثل (Staphylococcus aureus)، وهي موجودة على الجلد في كل وقت، ولكن نتيجة التعرق وتسلخات الجلد تجد طريقها إلى داخل الجلد ومن
ثم تنتج الخراريج أو الدمامل الصديدية (Abscess) والتهاب الحصف الجلدي (Impetigo)، وهو التهاب جرثومي في الطبقات السطحية من الجلد يصيب في أغلب الأحيان الأطفال والرياضيين ويظهر على هيئة حويصلات صفراء اللون في منطقة الوجه.
الفطريات الجلدية
كما هو معلوم أن الميكروبات الفطرية تنمو في الأجواء الرطبة، ففي فصل الصيف ومع حرارة الجو يزداد التعرق لدى الإنسان فتزداد رطوبة الجلد ومن ثم تزداد الإصابة بهذه الأمراض ومنها:
- الفطريات مغيرة لون البشرة (المبرقشة Tinea versicolor): حيث تظهر على شكل بقع دائرية لونها عكس لون البشرة، فإذا كانت البشرة داكنة تكون هذه البقع فاتحة اللون .. والعكس صحيح.
- التينيا الأربية الفخذية (Tinea Cruris): وهي نوع من الفطريات ينتشر في الصيف بين الفخذين وأعلى الفخذين، وأسفل البطن في صورة التهاب جلدي ذي بقع محددة ومستديرة ومتعرجة ومرتفعة قليلا عن سطح الجلد، وخاصة عند الحافة، مع وجود حكة شديدة. فكما ذكرنا يكثر التعرق في فصل الصيف، ومع مزاولة الرياضة والمشي الطويل فقد تتأثر هذه المنطقة بالتسلخات ومن ثم تكون من أكثر المناطق عرضة للفطريات. وتكون هذه الفطريات على شكل بقع حمراء دائرية بها قشور على الأطراف.
- تينيا القدمين (Tinea Pedis): حيث تكون على شكل قشور بيضاء بين أصابع القدمين، ولا سيما بين الإصبع الرابعة والخامسة من كل قدم،
وتكثر هذه الفطريات بين الرياضيين، ولدى مرضى السكري, ومن أهم مسبباتها التعرق الشديد بالقدمين، مع عدم ارتداء جوارب قطنية لتمتص هذا العرق، وتتميز تنيا القدمين بظهور طفح بين أصابع القدمين، خاصة الأصبع الصغير والأصابع المجاورة له، مع حكة شديدة وتسلخات ورائحة كريهة.
ويعتمد علاج جميع أنواع الفطريات في الأساس على الوقاية أولا ثم استخدام دهان مضاد للفطريات مع حبوب مضادة للفطريات في بعض الحالات، التي توفرت منها أنواع الآن تؤخذ مرة واحدة كل أسبوع.
الطفح الجلدي
الطفح الجلدي (Sweat Rash) يحدث عندما يتعرض الجسم لدرجة حرارة ودرجة رطوبة عالية، يحدث انسداد في فتحات الغدد العرقية يمنع خروج العرق إلى سطح الجلد، فيتجمع في قناة الغدد العرقية وتنفجر هذه القنوات ويحدث التهاب للأنسجة المحيطة مع ظهور حبيبات صغيرة، وحكة شديدة ناتجة عن هذا الالتهاب.
وهذا النوع من الطفح كان شائعا في مصر مثلا في شهر أغسطس (آب) مع بداية فيضان النيل وارتفاع الرطوبة ودرجة الحرارة، لذلك أصبح الاسم الشائع له (حمو النيل). ويعالج الطفح الجلدي باستخدام مرطبات الجلد، ومضادات الحساسية، والجلوس والنوم في الأماكن الأكثر تهوية.
حالات أخرى
- الحصف (Impetigo): وهي حالة تحدث نتيجة الإصابة بالبكتيريا السبحية، وانتقالها للبشرة من الجروح الصغيرة.
- الدمامل الصيفية (Boils): تكثر لدي الكبار ومرضى السكري والأطفال, وتظهر في شكل تجمعات صديدية بالوجه والرأس.
الشعر والصيف
وبالنسبة للشعر، فهو يتأثر في هذا الفصل أيضا، حيث إنه جزء لا يتجزأ من الجسم ويتأثر بالعوامل الداخلية والخارجية للإنسان. ومن العوامل الخارجية المؤثرة على صحة وسلامة الشعر أشعة الشمس، حيث تفقد الشعر بريقه ولمعانه وتكسبه لونا باهتا.
ومن العوامل الأخرى المؤثرة على الشعر مادة الكلور التي تستخدم في أحواض السباحة. لذلك نوصي بغسل الشعر جيدا بعد السباحة. وحيث إن كثرة غسل الشعر بالماء يفقده رطوبته ويؤدي إلى جفافه وتقصفه ومن ثم تساقطه، فيفضل استعمال البلسم بعد الاستحمام للتخفيف من هذه الآثار. وكذلك استخدام الكريمات الخاصة بالشعر لما لها من ترطيب للشعر وتقلل التأثيرات الضار للأشعة فوق البنفسجية على الشعر.
كما يتعرض الشعر للإرهاق الشديد والتلف والتقصف والتساقط في فصل الصيف، وذلك نتيجة المبالغة بالاعتناء به وكثرة استعمال الصبغات والكيميائيات والدهانات الخاصة بالشعر،
مع كثرة التردد على مصففي الشعر التي تؤدي إلى عكس المطلوب، وذلك لأن وجود الأصباغ مع الكريمات والكيميائيات في الشعر، ثم التعرض لحرارة الشمس العالية والرطوبة العالية يؤدي إلى إكزيما شديدة تحدث في الشعر، ينتج عنها تلف شديد، وجفاف، وتقصف، ثم تساقط للشعر.
لذلك يجب أن نستخدم المواد الكيميائية بحذر على الشعر، خاصة في الصيف. ويجب استخدام الفيتامينات لعلاج تلف وتساقط الشعر الناتج عن إكزيما الصيف.
تصبغ البشرة
تصبغ البشرة هو من تأثيرات الصيف والشمس على وجه الخصوص، وهو عدة أنواع:
- الكلف (Melasma): ويكون على شكل بقع بنية داكنة على الوجنتين، وقد يمتد إلى بقية الخدود والوجه. وينتج الكلف عن تحفيز الخلايا المصنعة لصبغة الميلانين (الخلايا الميلانينية)، مما يدفع هذه الخلايا إلى إفراز صبغة الميلانين بكمية كبيرة لدى تعرضها لأشعة الشمس.
- النمش (Freckles): هو تغيير في الجلد يحدث نتيجة عوامل وراثية, وتتميز به بعض العائلات ذوات البشرة البيضاء، ويظهر على شكل بقع صغيرة بنية اللون في الوجه وفي الرقبة واليدين وأعلى الصدر والأكتاف.
وهي الأماكن المعرضة للشمس،
أي أن الأصابة لا تمتد الى الوجه فقط، بل قد تمتد لتصيب الرقبة وأعلى الصدر والساعدين، وقد تصيب بقية أجزاء الجسم إذا تعرضت هذه المناطق لأشعة الشمس لفترة طويلة مثلما يحدث في الشواطئ وحمامات السباحة.
وتزداد حدة النمش صيفا، وتتحسن قليلا في الشتاء. والتعرض للشمس من أهم عوامل انتشاره؛ لأن النمش يتكون نتيجة تجمع مجموعات صغيرة من الخلايا الصبغية تحت الجلد، ولذلك فإن أحدث علاج له حاليا هو استخدام الليزر للقضاء على هذه التجمعات الصبغية دون تعرض الجلد الخارجي لأي أذى.
- أشعة تسمير لون البشرة (Tanning Beds وTanning salons): وهو من تصبغات البشرة، فيأخذ لون الجلد اللون البرونزي، وهذا التصبغ قد يكون هدفا يسعى إليه فئات من الناس، ولا سيما أصحاب البشرة الفاتحة. ولكن قد يصاحب التعرض للشمس للوصول إلى هذا الهدف الكثير من المشكلات، مثل ما ذكرنا آنفا من حروق الشمس وغيرها، وقد ينتج على المدى البعيد بعض الأمراض الجلدية الخطيرة مثل سرطان الجلد، كما سنوضح لاحقا.
مشكلات أخرى
- طفح العرق (Miliaria): وهذا الطفح الجلدي ينتج عن انسداد مسامات الغدد العرقية في الجلد مما يؤدي إلى تجمع العرق تحت الجلد، ويؤدي إلى التهاب واحمرار البشرة (Miliaria rubra) وظهور بثور صديدية بيضاء (Miliaria pustulosa)، وقد تؤدي إلى تجمع تحت الجلد (Miliaria profunda)، ومن أسماء هذا المرض «حمو النيل» أو «الدخنيات».
- المشكلات الجلدية الناتجة عن استخدام أحواض السباحة: مثل تهييج البشرة وحكة شديدة في الجسم، وخصوصا إذا زادت كمية مادة الكلور في مياه المسابح عن النسب الممسوحة.
- مشكلات ناتجة عن الكائنات الحية الموجودة في مياه الشواطئ: مثل قنديل البحر (جلي فش) حيث يؤدي إلى تحسس شديد بالجلد يظهر على شكل خطوط حمراء ويصاحبه حكة شديدة. والجدير بالذكر أنه يجب على الشخص غسل الجلد جيدا بالماء الحلو بعد السباحة بشواطئ البحار حتى يحمي الجلد من ملوحة مياه البحر.
- الصيف وحب الشباب: يزداد في الصيف إفراز الغدد الدهنية في الوجه مما يؤدي إلى زيادة الإصابة ببثور حب الشباب في الوجه والظهر.
- التجاعيد والأورام: هناك تأثيرات بعيدة المدى للتعرض لأشعة الشمس، ولا سيما في فصل الصيف، وهي آثارا على المدى البعيد لأشعة الشمس والإفراط في التعرض لها (أي تحدث بعد سنوات من التعرض المتكرر للشمس)، ومن هذه الآثار ظهور بعض أورام الجلد مثل:
سرطان الخلايا القاعدية (Basal cell carcinoma ) وسرطان الخلايا الحرشفية (Squamous cell carcinoma) وسرطان الخلايا الصبغية (Melanoma). والجدير بالذكر أن نسبة حدوث هذه الأورام لدى الناس ذوي البشرة السمراء أو الداكنة تقل، حيث توجد صبغة الميلانين بوفرة في طبقات الجلد السطحية ومن ثم تقي البشرة من أشعة الشمس بإذن الله، ومع ذلك نوصي بعدم الإكثار من التعرض لأشعة الشمس.
- شيخوخة البشرة: الناتجة عن زيادة التعرض لأشعة الشمس (Photoaging). من المعلوم أن شيخوخة البشرة تنتج عن عوامل داخلية وخارجية. ومن أهم العوامل الخارجية الإفراط في التعرض لأشعة الشمس، مما يؤدي إلى ضمور الجلد وظهور التجاعيد على البشرة، وكذلك يؤدي إلى حدوث تصبغات الجلد المختلفة. والأشخاص ذوو البشرة الفاتحة هم أكثر الناس تأثرا بالأشعة فوق البنفسجية (UVA and UVB) الموجودة في أشعة الشمس.
وقاية البشرة والجلد
وقاية البشرة
البشرة يمكن حمايتها من الأمراض التي تكثر في فصل الصيف كالتالي:
- يوصى بعدم التعرض لأشعة الشمس بين الساعة 10 صباحا إلى 4 مساء: حيث تكون نسبة الأشعة فوق البنفسجية (UVA and UVB) في أعلى مستوياتها في هذا الوقت. والأمر الآخر المهم هو تجنب الإطالة في التعرض للشمس، وخصوصا على الشواطئ والمسابح، حيث إن الأشعة فوق البنفسجية تستطيع اختراق سطح الماء إلى عمق 60 سم.
- وضع كريم واقٍ للشمس (Sunscreen أو sunblock): هناك عدة نقاط نرجو الاهتمام بها. وهي:
- الكريم الواقي للشمس لا يحمي من الشمس تماما، فيجب الابتعاد عن التعرض للشمس ما أمكن مثل البقاء تحت المظلة أو ارتداء قبعة واقية من أشعة الشمس.
- تختلف الكريمات الواقية حسب تركيبتها ويكون مكتوبا على كل كريم واقٍ للشمس قوة ودرجة الوقاية من الشمس، وهو ما يعبر عنه بـ«Sun protection factor (SPF)». ويفضل وضع كريم واقٍ للشمس يكون عامل الوقاية فيه من 30 فما فوق، وكلما كانت نسبة العامل الواقي أكبر كان أفضل.
ولكن يجب وضع الكريم بكميات جيدة للحصول على الوقاية المطلوبة، وكذلك يجب وضع الكريم الواقي قبل التعرض للشمس بمدة لا تقل عن 20 دقيقة، ويجب إعادة وضع الكريم الواقي للشمس كل ساعتين. وإذا تعرض الجلد للماء وأزيل الكريم يجب إعادة وضعه مرة أخرى. وأحب أن أذكر أنه حتى في اليوم الغائم تصل نسبة 80% من الأشعة فوق البنفسجية إلى الأرض من خلال الغيوم.
- من الأمور المهمة في فصل الصيف هو البعد عن الأماكن الحارة ما أمكن: وذلك للتقليل من التعرق ومن ثم يقل حدوث الالتهابات البكتيرية والفطرية وغيرها من الأمراض الجلدية الأخرى التي ذكرت سابقا.
- الملابس القطنية الواسعة: يفضل لبس الملابس القطنية الواسعة والفضفاضة وكذلك الملابس فاتحة اللون ولا سيما البيضاء منها.
العناية بالجلد
وأخيرا، هناك سؤال يتكرر حول كيفية العناية بالجلد في فصل الصيف عند استخدام أنواع المستحضرات التجميلية مثل الكريمات، والبودرة، والماكياج، وغيرها، ومدى ملاءمتها في فصل الصيف.
ونوصي بالآتي:
- نوصي بعدم الإكثار من مساحيق التجميل والماكياج، خصوصا للبشرة الدهنية، حيث تؤدي إلى إقفال مسامات الجلد وخصوصا في الوجه.
- كذلك يجب إزالة مساحيق التجميل والماكياج قبل النوم.
- تنظيف الوجه بالماء والصابون مرتين يوميا صباحا ومساء (قبل النوم)، وحبذا لو يكون نوع الصابون لطيفا وغير مهيج للبشرة، ويفضل غسل الوجه عدة مرات بالماء، خصوصا إذا كانت البشرة دهنية.
- استخدام الكريمات والمستحضرات التجميلية المناسبة لنوع البشرة، لا سيما الوجه.
- بالنسبة للبشرة الدهنية يفضل استخدام السائل المنظف الخاص (Tonic)، مرتين يوميا لإزالة الدهون لكي لا تكون عرضة لتكون حبوب وبثور في الوجه.
- بالنسبة للمناطق الجافة من الجلد يفضل استخدام كريم مرطب تكون نسبة الزيت فيه أعلى من الماء، أما القدمان فيفضل وضعهما في الماء لمدة كافية ثم استخدام كريمات مرطبة مع مزيل للقشور مثل (Urea).
- الإكثار من السوائل: للتعويض عن السوائل المفقودة بتناول 8 أكواب من الماء على الأقل يوميا، حيث تعيد هذه السوائل للبشرة رونقها وحيويتها.
- لبس النظارات الشمسية، فهي لا تقي العين فقط، بل تحمي الجفون الرقيقة والجلد حول العين من الأشعة فوق البنفسجية، فتقلل من حدوث التصبغات والتجاعيد في هذه المنطقة الحساسة.
فائدة فصل الصيف
هناك أمراضا جلدية تتحسن في هذا الفصل من السنة، ومنها:
- مرض الصدفية: وهو مرض جلدي مزمن يظهر على شكل بقع حمراء اللون ومغطاة بقشور بيضاء اللون. فالصدفية تتحسن مع التعرض للأشعة فوق البنفسجية الموجودة في أشعة الشمس.
-
مرض الإكزيما: هو من الأمراض الجلدية التي تتحسن في فصل الصيف، ولا سيما في المناطق الساحلية، حيث يتأثر سلبا بجفاف الجلد الناتج عن جفاف الجو. ولكن كما هو معلوم أن رطوبة الجو تزداد في المناطق الساحلية وخصوصا في فصل الصيف، فتلطف الجلد وترطبه، فلذلك تقل الحساسية الجلدية (الإكزيما).
- تصنيع فيتامين «دي» تحت الجلد: وهو من الأمور الإيجابية للتعرض للشمس. ومعلوم أهمية فيتامين دي للعظام وللجسم بشكل عام. فوجود الأشعة البنفسجية من النوع «بي» (UVB) مهم جدا وأساسي لتصنيع فيتامين دي.