انقطاع التنفس أثناء النوم مرض خطير
مركز أسنان الدولي
https://www.assnan.com
اكتشف هذا المرض منذ الستينات، وكان يظن أنه لا يصيب إلا البدناء فقط، ثم تبين أنه يصيب شريحة واسعة تضم 2% من الذكور الذين لا يعانون من أي مرض، إضافة إلى حوالي ربع مرضى فرط التوتر الشرياني وحوالي 40% من مرضى القصور القلبي.
تأتي الشكوى غالباً من الزوج أو الزوجة وتتركز في الشخير ذي الصوت العالي المزعج مع حدوث فترات من انقطاع التنفس يختلف تكرارها وأمدها ما بين مريض وآخر بحيث قد تتجاوز في بعض المرضى 100 مرة في الساعة.
وقد يستمر بعضها مدة قد تصل حتى 120 - 180 ثانية تنتهي غالباً بشهيق ذي صوت عال ومزعج وهذا ما يكون مبعث انزعاج وقلق شريك الفراش، أما المريض نفسه فلا يشعر بهذا التوقف التنفسي، إلا أن نومه يكون مضطرباً متقطعاً بحدوث يقظات ليلية غير كاملة مع ميل للتبول خلال الليل وينعكس ذلك على أداء المريض النهاري.
فهو غالباً مصاب بالصداع والنعاس المفرط مع التقهقر الفكري والتعطل عن العمل الذي يشتد باشتداد الحالة المرضية. ويعتقد المريض أن أعراضه النهارية تنجم عن تقطع نومه الناجم برأيه عن القلق وينتهي ذلك بما يشبه الإدمان على المنومات التي ربما تنسيه اليقظات الليلية.
إلا أنها لا تفعل عملياً أكثر من الإساءة إلى مرضه الأصلي، وتأتي أهمية هذا المرض إضافة إلى انزعاج المريض وزوجه من أعراضه، في كونه قد يكون مسؤولاً عن حدوث الموت المفاجئ الناجم عن اضطرابات النظم الخطيرة التي يسببها انخفاض إشباع الدم الشرياني بالأكسجين بشكل شديد في فترات توقف التنفس.
هذا فضلاً عن تزايد حوادث السير لدى السائقين المصابين بهذا المرض حيث يعانون من النعاس خصوصاً لدى القيادة لمسافات طويلة.
لدى فحص المريض سريرياً، نجد غالباً أنه بدين وأحياناً يعاني من فرط توتر شرياني مع احتقان شديد بالبلعوم، أما الفحوص نظيرة السريرية، الشعاعية والمخبرية فقد تبين وجود تضيق في المجرى البلعومي الحنجري أو ضخامة في اللوزات، أو الناميات أو تراجع في الفك السفلي.
وربما فرط الكريات الحمر في الدم مع علامات قصور البطين الأيمن للقلب، ويعتمد التشخيص النهائي على إجراء ما يسمى تخطيط النوم متعدد المساري Polysomnographie.
وهو إجراء معقد يتطلب نوم المريض ليلة أو ليلتين في مخبر مخصص مجهز بأجهزه يتم التحكم بها بواسطة الحاسوب وتوصل بمسارٍ خاصة إلى جسم المريض وتقوم بتسجيل الفعالية الكهربية القلبية والدماغية مع قياس إشباع الدم الشرياني بالأكسجين وتجري جريان الهواء عبر الأنف إضافة إلى الفعالية العضلية لعضلات الأطراف والحجاب الحاجز وجدار الصدر.
العلاج
تعتمد المعالجة في الحالات الخفيفة على إنقاص الوزن وإيقاف الكحول والتدخين والمنومات. أما الحالات المتوسطة والشديدة فقد تستجيب للعمل الجراحي الذي يعتمد على توسيع المجرى التنفسي العلوي باستئصال اللوزات وشراع الحنك مع اللهاة والطيات المخاطية لجدار البلعوم الخلفي وهذا غالباً ما يؤدي لاختفاء الشخير.
إلا انه قد لا يفيد في علاج توقف التنفس، وحديثاً يجري استئصال قسم من الفك السفلي مع تقديمه للأمام والنتائج ناجحة خصوصاً لدى المرضى المصابين بتراجع الفك السفلي وهنالك علاجات أخرى حديثة تعتمد على تخثير الأغشية المخاطية لسقف الحنك واللهاة بالليزر بواسطة أجهزة خاصة.
المعالجة المنتخبة والتي تضمن النجاح حتى في الحالات الشديدة تتضمن استعمال جهاز خاص خلال نوم المريض يوصل إلى انفه بواسطة كمامة، وهو ما يطلق عليه CPAP، يقوم هذا الجهاز بإعطاء ضغط إيجابي يضمن بقاء الطرق التنفسية مفتوحة خلال الزفير ونتائج الاستعمال باهرة.