مركز أسنان الدولي
https://www.assnan.com
مرضى الإيدز يكسرون "حاجز الصمت" ليفضحوا مفاهيم خاطئة روج لها الإعلام
<DIV style="PADDING-RIGHT: 5px" align=right>
"ضميرنا هو الرادع كي لا ننقل المرض لغيرنا"
300 زائر لأخذ المشورة في المركز شهرياً
ثلاثة امتلكوا جرأة الخوض في الممنوع، الأول يحمل ورقة نعوته التي قرر أن تطبع بطريقته وأسلوبه الخاص، والآخر قام بمحاولة انتحار "لاختصار المعاناة" لكنها تكللت بالفشل ،أما صاحبة الابتسامة الدائمة كانت الغلبة في النهاية لدموعها التي حرصت على مداراتها طيلة لقائي معها.
بناء على رغبتم لم أقم بكتابة أسمائهم الحقيقة ليس خوفاً بحسب تعبيرهم "بل حرصاً على عدم توجيه أصابع الاتهام نحوهم دون معرفة الناس بظروفهم ومرضهم ، فمريض الإيدز يحمل العار طوال حياته بغض النظر عن طريقة إصابته ، فضلاً عن الصورة السلبية التي عززها الإعلام عنهم"، ولم يخف البعض استياؤهم لضياع حقوقهم كمرضى إيدز وعدم رعايتهم من قبل الجهات المعنية .
زوجها نقل المرض لها
بداية كان لقائي مع سامية في مركز المشورة بالزبلطاني ... إمرأة في الخامسة و الخمسين من العمر، تقدمت باسمة واعتذرت عن تأخرها عن الموعد، ولم يبدو أنها تحمل الفيروس منذ 12 عام ، كانت ترتدي حجابا وثياباً محتشمة.
تعود بها الذاكرة إلى الوراء فتروي قصتها "كنا حينها في ألمانيا بأحد المطاعم تناولت الطعام مع زوجي وعندما عدنا إلى المنزل ، شعر زوجي بتعب نقلناه على إثرها إلى المشفى لاصابته بتسمم غذائي، وهناك احتاج لنقل دم ، لذا أرجح أن يكون ذلك سبب إصابته ، وبعدها سافرنا إلى السعودية وأمضينا هناك حوالي شهرين ونصف ،عاني زوجي خلالها من ارتفاع حرارة دائم لم نعرف سببه إلى أن نصحه أحد الأطباء بإجراء اختبار الإيدز فثبت أن زوجي مريض ، وأنا حاملة للفيروس ".
عانت سامية كثيراً باكتشافها المرض فتقول " كنت اشكر الله كل يوم لأني أستيقظ وأجد نفسي ما زلت على قيد الحياة ، وبقيت في تفكير دائم لما ستكون عليه نهايتي هل سيتساقط شعري ويصبح جسدي هزيلاً ، كثيرة هي الأفكار التي دارت في رأسي حينها لذا حاولت أن أشغل نفسي بأي شئ".
ونظرت إلي وكأنها عرفت ما أفكر به فقالت "لم نعرف إلى الآن سبب المرض بشكل دقيق ولا يمكن أن أنفي أنني شككت به بأنه قام بإقامة علاقات أخرى ، لكنه كان رجلاً طيباً، ويصوم ويصلي، وقد أحضر القرآن الكريم وحلف عليه أنه لم يخني".
"أخي فضحني "..!!
توفي زوج سامية بعد خمس سنوات من المرض إثر أزمة قلبية، هذا ما أحزنها كثيراً كونها بقيت وحيدة، ولكن "أعطاها بعض الأمان" بحسب تعبيرها لما ستكون عليه نهايتها ، فقد توفي زوجها "على سريره وبين أولاده".
ويعرف بمرضها اثنان من أولادها وهما خارج القطر أما ابنتاها لا علم عندهما بالمرض، وتعيش سامية مع ابنها (16عام) الذي لايعرف شيئاً عن مرضها.
وتبتسم محاولة إخفاء الدموع التي غلبت في النهاية فتقول بصوت متقطع" أخبرت أخي الأكبر بمرضي ووقف بجانبي حينها ، ولكن لا أعرف سرعان ما غير موقفه تجاهي رغم أنه على درجة عالية من الثقافة، فأصبح يخفف زياراته لمنزلي ويمتنع مع زوجته عن تناول الطعام إلى إن قاطعني في النهاية، وقام بإخبار جميع أفراد عائلتي عن مرضي وحرضهم ضدي ، فقاطعوني بدورهم خوفاً من العدوى حتى أخواتي البنات".
تعود لتجفف دموعها وتتابع" تخيلي مبارح أخي عمل عملية ولم استطع ان ازوره ....... والله بحبون قد الدنيا"...
ورقة نعوة تنتظر!!
ما تزال سامية تمارس حياتها بشكل طبيعي، فتزور بناتها وتراسل أولادها المغتربين لأنها" ترى فيهم العزاء لما تحمله في جسدها"، أما تجربة ماهر مع المرض تلخصت بورقة نعوة طبعها بوقت فراغه في حال زاره الموت بشكل مفاجئ.
التقيته في إحدى مقاهي دمشق القديمة، بدا بكامل أناقته يرتدي قميصا أبيضاً وأسوداً مسرحاً شعره بعناية، وظهر على جسده اهتمامه الدائم بالرياضة.
وهي ثاني مرة
تلتقيه سيريانيوز فيها خلال العامين الماضيين ، فاحبرنا بانه طلق زوجته الثانية، بعد أن أخفقوا في تبني طفل من دار زيد بن حارثة، إذ جاء رد وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل بالرفض كونه مريض إيدز فقال" لم تستطع زوجتي الاستمرار بدون وجود أولاد لذا طلبت الطلاق، ولم أكن أملك المال للسفر للبنان وإنجاب طفل من خلال غسل الحيوانات المنوية، فطلقتها وتزوجت الآن وأصبح لديها طفل".
"افتتح المركز من أجلنا .. ونحن آخر همهم !!"
يعيش ماهر الآن دون عمل فقد عمل لفترة سائق تاكسي ومن ثم في صناعة الجلديات لكنه شعر أن ذلك سيسبب خطراً على من يعمل معه باستخدام الأدوات الحادة، كما أن العمل في الأقبية لم يعد يناسبه من الناحية الصحية، لذا قام بترك عمله.
ويتساءل ماهر" لماذا لا تقوم الدولة بتأمين عمل لنا وخاصة أن بعض الأعمال الخاصة التي قد تتوفر لنا تشكل خطراً على من حولنا مثل عملي السابق، فقد قامت الحكومة بإصدار قانون يقضي بتشغيل المعاقين فلماذا لا نتساوى بهم"، وكان ماهر قد تقدم منذ سنين لمكتب التوظيف ولكن لم يأت دوره إلى الآن.
معظم حديثه دار عن معاناته الحالية فمرضه بحسب تعبيره" أصبح أمراً واقعاً ولا يمكن نفيه بغض النظر عن الأسباب المؤدية "، فانتقد تعامل مركز فحص الايدز معهم ، فالدواء الذي يأخذوه مجاناً من وزارة الصحة تم تغييره ،وأصبح الدواء الجديد يسبب له آلاماً فامتنع عن تناوله وعندما أخبر المركز بذلك أجابوه أن ذلك يستغرق وقتاً قليلاً وسيعتاد على الدواء لكنه قطع الدواء دون أن يسأل احد, وأشار إلى أن لا أحد يقوم بالسؤال عنهم إلا إذا هم طلبوا المشورة والمساعدة ،ويتساءل ماهر"إن كانوا قد قاموا بافتتاح المركز من أجلنا ونحن آخر اهتماماتهم فماذا سيعملون لو لم نكن موجودين!".
للمثليين أماكنهم الخاصة بدمشق
علمنا من ماهر بانه كثيرة هي الأماكن التي يتردد إليها يتردد إليها الشباب للقيام بممارسة الجنس مع بعضهم، فعدا عن بيوت الدعارة التي لا يمكن حصرها بحسب أقوال المرضى، يقول ماهر" ينتشر المثلييون في أماكن كثيرة كالحمراء والشعلان وحديقة المنشية قرب جسر الرئيس ، وهناك يختار كل منهم الشخص المناسب له ومن ثم يذهبون إلى أحد المنازل، كما أن سينما بيبلوس التي لا تتردد إليها الفتيات تعد مكاناً معروفا لإقامة العلاقات المثلية وخصوصاً في الحمامات حتى أن الشخص قد لا يرى وجه الآخر الذي يمارس معه الجنس فالعملية لا تحتاج دقائق".
هذا عدا قيام الشباب باستئجار مزارع يجتمعون فيها كل فترة لممارسة الجنس. إضافة إلى مسبح مدينة الشباب الرياضي بدمشق الذي تمارس فيه علاقات مثلية.
وباستخدام الانترنت فإن نصف ساعة كفيلة ليكون الشاب في منزل شاب آخر وفي سريره فيوضح ماهر" هناك مواقع مخصصة للـمثليين ويستطيعون بسرعة كبيرة التحدث مع بعضهم باختصارات فلا داعي للسلام والكلام،إذ يكتب الشخص على الفور مثلاً 185، 90، أسمر، وهي دلالة على طول الشخص ووزنه ولونه ، فإن نال إعجاب الطرف الآخر يكون في منزله خلال نصف ساعة!".
"مسلسل الخط الأحمر روج للدعارة.."
يقضي ماهر جزءا من وقته باستخدام الحاسوب, ومن خلال شبكة الانترنت ينشر التوعية بمرض الايدز ضد ما سماه بالدعارة التي روج لها هاني السعدي، فعند دخوله لمواقع الدردشة بصفة مريض ايدز يستغرب الجميع أنه حر طليق خارج الحجر الذي صوره المسلسل حتى أن البعض لم يصدقه ، ويوضح ماهر هذه النقطة ويقول" لقد قام السعدي بتصويرنا وكأننا معزولين عن المجتمع فيستغرب الناس بوجودي بينهم, وبنفس الوقت يطمئنهم في مسلسله بأننا بعيدون فليقم الجميع بممارسة الجنس دون خوف."
وأشار ماهر إلى أنه ساعد أحد الأشخاص في اللاذقية في اكتشاف مرضه من خلال شبكة الانترنت عندما أخبره عن أعراض المرض التي كان يشكو منها الشاب، فلجأ إلى الفحص وثبت أنه مصاب بالإيدز .
كل ما يرجوه ماهر أن يبدأ حياة جديدة بعمل يناسبه كي لا ينتقل المرض لغيره، وأن يقوم المركز بتعريف المرضى ببعضهم إذ أنه يسعى كثيراً إلى منع اختلاط المرضى فيما بينهم دون معرفة السبب وراء ذلك، وبين ماهر إلى أنه طالب في أكثر من اجتماع في "يوم الإيدز العالمي" بتأسيس جمعية من مرضى الإيدز لتقوم بتسيير شؤونهم ورفع مطالبهم لكن ما من أذان صاغية".
بعض الأطباء يجهلون مرض الإيدز أيضا..!!
وخلال لقائنا بماهر فانه اخبرنا عما حدث معه في احد العيادات السنية الخاصة فقال " بمجرد أن فتحت فمي وأنا في عيادة طبيب الأسنان لأخبره أني مريض إيدز نفر مني وقال لي أنه لا يستطيع معالجتي فما كان مني إلا أن ضربته وهربت فإذا كان الطبيب بهذا الجهل لا أعتب على باقي الناس".
ولم يعالج ماهر الا إلى أن لجأ في النهاية إلى إدارة البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز الذين استطاعوا تأمين طبيب قام بمعالجته.
وبحالة مشابهة روت لنا سامية ما حدث معها " نصحني طبيبي بإجراء عملية في مشفى ابن النفيس إذ كان لدي فتق، وعندما ذهبت إلى المشفى أخبرت الطبيب أني مريضة إيدز فقال لي بصيغة الأمر أنه يتوجب علي دفع مبلغ خمسين ألف ليرة مبدئياً لأنه سيضطر إلى رمي كل المعدات المستخدمة أثناء الجراحة في سلة المهملات، وكأنه يقول لي لا مكان لك هنا، لذا صرفت النظر عن الموضوع كوني لا أعاني آلاماً كبيرة".