الفأر يصاب أيضا بالزكام.. إنجاز علمي
مركز أسنان الدولي
https://www.assnan.com
الفأر يصاب أيضا بالزكام.. إنجاز علمي
أصبح بالإمكان أن تصاب فئران المختبر بالزكام! إنه إنجاز علمي مهم حققه الباحثون في "إمبريال كوليج" في لندن. حتى الآن كان هناك نوعان فقط من الثدييات يمكن أن يصابا بالزكام: الإنسان وقرد الشمبانزي. لكن الباحثين تمكنوا الآن من تطوير وراثي لأحد الفئران في المختبر لكي يصبح قابلاً للإصابة بالزكام، بالضبط كما يمكن أن يصيبنا نحن البشر.
يعتبر هذا التطور حدثاً علمياً مهماً كما تقول الدكتورة الين ترخاست، التي نالت مؤخراً شهادة الدكتوراه من جامعة نايميخن (شرق هولندا) عن أطروحتها حول "الفئران المعدلة وراثياً". توضح الدكتورة ترخاست أهمية الحدث المتمثل بإمكان إصابة فئران التجارب بالزكام:
"إنه مهم لأنه يمكننا من اختبار الأدوية على الحيوان. قبل هذا التطوير الوراثي لم يكن هناك حيوان تجارب لأبحاث الزكام. كل ما كان ممكناً هو إنبات خلية بشرية وإجراء التجارب عليها. لكنك في هذه الحالة لا تستطيع معرفة تأثير الدواء على الجسد الحي. من هنا نشأت الحاجة لاستخدام فأر تجارب لكي يعرف الباحثون كيف يستجيب الجسد الحي للدواء."
خلايا بشرية
ظل الفأر هو الحيوان الأكثر استخداماً للتجارب الطبية والعلمية طوال العقود السابقة، لأنه قابل للإصابة بمعظم الأمراض التي تصيب البشر. يسمى فأر التجارب هذا علمياً بـ "فأر إنبات الخلية"، حيث يتم إنبات خلية بشرية في جسده، مما يجعله يتعرض للأمراض بالطريقة نفسها التي يتعرض بها الجسم البشري، ويستجيب بالطريقة نفسها للأدوية.
لعل من أفضل ما يوضح أهمية ظاهرة "الفئران المعدلة وراثياً" في المجال الطبي هو أن جائزة نوبل للطب قد منحت العام الماضي للباحثين الذين طوّروا هذه الظاهرة في العقود الماضية.
أرباح طائلة
الفأر الذي تمّ تطويره مؤخراً في "امبريال كوليج" بلندن حساس لفيروس رينو الذي يسبب الزكام عند الإنسان وكل ما يترتب عنه من أعراض. لكن العلماء البريطانيين طوروا في الحقيقة هذا الفأر الجديد للنظر إلى أمراض الجهاز التنفسي الأكثر خطورة مثل الربو. ويبدو أن لذلك علاقة قوية بفيروس رينو، ولكن مادام هناك حيوان مختبري لوضع تجارب ضد الزكام، فلن تنتظر الصناعة الصيدلية طويلاً لابتكار الأدوية لتجني الأرباح الطائلة.
أمراض أخرى
بالطبع، يستعمل فأر المختبر الفريد من نوعه أيضا لأمراض أكثر خطورة، فمثلا يوجد في المعهد الهولندي للسرطان في أمستردام فأر للتجارب لدراسة سرطان الثدي... يوضح الدكتور يوس يونكرز مدير المصحة كيف تطور الفئران في مختبره لتصبح فئرانا لسرطان الثدي.
"استطعنا في سنوات التسعينات أن نعرف المزيد عن العيوب التي يسببها السرطان لدى الإنسان. التقطنا تلك المعلومات وبدأنا في البحث بمساعدة الجينات المعدلة وراثيا والتي وضعناها في الحمض النووي الفأر. وبهذه الطريقة يتطور لدى هذه الفئران نفس سرطان الثدي الذي يتطور لدى الإنسان. نتطلع الآن إلى الفئران التي يتطور لديها نوع من سرطان الثدي الوراثي."
حين تصاب فئران المختبر بالسرطان، تعطى لها أدوية جديدة في محاولة لعلاجهم. لذا يسمى فأر مختبر المعهد الهولندي للسرطان 'Mouse Clinic' ، فالحيوانات يتلقون فعلا علاجا طبيا لمعالجة مرضهم. وهذا سيساعد في المستقبل على إيجاد أدوية للإنسان أكثر نجاعة لمرض السرطان لأنه سيتم تجاوز الأدوية غير الناجعة.
حيوانات المختبر
وأخيراً يموت فأر المختبر بسبب المرض، ولكن إذا عرفت أن فأرين يموتان عند معالجة كل مريض بالسرطان، فلن تقف كثيراً أمام موت الفأر. وفي هذا الإطار فان أوضاع حيوانات المختبر لا يبدو أنها تثير الكثير من الجدل، خصوصا وأن هناك مجهودات كبيرة لعدم استعمال الفئران في التجارب دون ضرورة.
ساعدت فئران المختبر على إنقاذ حياة عدد كبير من الأشخاص، وجنبت أيضا المرضى من استعمال أدوية غير نافعة أو أكثر من ذلك قد تكون سامة. لذا فإن يوس يونكرز وايلين ترخاست يشعران بالكثير من العرفان للفأر المعدل وراثيا. فالدكتور تر خاست تقوم بحملة لجمع التبرعات لإنشاء تذكار تكريمي لفأر المختبر. من المحتمل أن يكون هناك قريبا نصب تذكاري برونزي جميل أمام المعهد الهولندي للسرطان.
لمعلومات أكثر وضوح أضغط على البنر وشاهد أفلام كثيرة في اليوتيوب لدكتور أنس عبد الرحمن حول الكثير من مواضيع
طب الأسنان
الفأر يصاب أيضا بالزكام.. إنجاز علمي
تعليمات المشاركة
